رواية اسيرة في بيت الامام للكاتبة شيماء طارق هي حكاية تنبض بالمشاعر وتفيض بالصراعات الداخلية والخارجية، حيث تتقاطع الأقدار وتتشابك المصائر في قصة حب مختلفة لا تخضع للمنطق أو الزمن.في رواية اسيرة في بيت الامام، يعيش القارئ حالة من الانجذاب العاطفي والتوتر النفسي، وسط أحداث متسارعة تكشف أسرارًا مدفونة وقرارات مصيرية تغير كل شيء. الرواية لا تقدم حبًا مثاليًا، بل واقعيًا، مليئًا بالتحديات والتضحيات.
رواية اسيرة في بيت الامام من الفصل الاول للاخير بقلم شيماء طارق
في بيت كبير الصعيد الحاج عمران نايم على سريرة وتعبان جدًا، صدرة بيعلو يهبط ومش عارف يتنفس من التعب
يحيى إبنه الكبير قاعد جنب السرير، لابس جلابية سودة وباين عليه الحزن وهو ماسك ايد ابوه الحاج عمران جسمه كان بيترعش ووشه كان شاحب ويحيى كان باين عليه البكاء .
الحاج عمران (بصوت متقطع وهو بيقول لابنه ):
يحيى… يا ولدي… تعال قُرّب رايد اتحدت وياك في موضوع ضروري يا ولدي؟!
يحيى (بيقرب منه وبيقوله وهو خايف عليه وقلقان جدآ):
أنا اهنا يا ابوي قول رايد إيه وانا اجيبه لك اكلم الدكتور يجيلك دلوقت لو حاسس بحاجه؟!
الحاج عمران (يتنفس بصعوبة وبيقول):
أنا… خلاص… يا ولدي هموت بس رايد امنك امانه والامانه دي من زمان وهي دين في رقبتي ولازما تسددها بدالي يا ولدي قبل ما اروح عند ربنا واتحاسب عليها؟!
يحيى (بقلق وخوف وهو بيمسك ايد ابوة بيقوله):
دين إيه يا بوي؟ فلوس؟ أرض؟ أنا هسدد كل حاجه ما تخافش انا وياك يا ابويا ؟!
الحاج عمران (هز راسه بالنفي وهو بيقول): لا يا ولدي الحمد لله خير ربنا كثير اللي بحدتك عليه هي وصيه عمك المرحوم جمال اما وصاني قبل ما يموت على بنته نادين هي يتيمه يا ولدي وملهاش غيرنا أنت خابر ان امها رميتها من زمان واتجوزت؟! واني الأوان أنك تجيب بت عمك وتحطها في عينيك وتصونها وتتجوزها لان دي عرضك وشرفك وانت أولى بيها من الغريب؟!
(يحيى بيفتح عينه بذهول وبيقوم يقف فجأة)
يحيى (وهو مش مصدق نفسه بيقول):
بت عمي نادين؟! يا ابوي دي مش من توبنا! بتطلع كل يوم لايفات على التيك توك ولبسها فاضح ما عندهاش ولا حشمه ولا عندها أدب
بترقص وتضحك للخلق! كيف تبقى مراتي وأنا إمام مسجد؟!
الحاج عمران (بيمد إيده المرتعشة ويمسك إيد ابنه بقوة غير متوقعة وهو بيحلفه وبيقوله): وحياة ابوك عندك لا توعدني يا يحيى انك تتجوزها وتصونها وتخليها في عينك ودي وصيتي ليك ليوم الدين؟!
(يحيى بيتنفس بعصبية، وبيحاول يسحب إيده بس أبوه ماسكها بإصرار. والدموع ماليه عينيه وهو مغلوب على امره ومش عارف يقوله إيه )
يحيى (بصوت مخنوق وهو بيقول لابوه):
يا ابوي… أنا… مش قادر أوعدك بحاجة كيف اكده الموضوع صعب عليا قوي ما تحملنيش فوق طاقتي؟!
الحاج عمران (بصوت مليان تعب وهو باين عليه ان هو خلاص بيودع الحياة بيقول):
إوعدني علشان خاطر ابوكي يا ولدي رايد اموت مرتاح؟!
(يحيى بينهار، ويقع على ركبته جنب السرير، ويبوس إيد أبوه ويبكي).
يحيى وهو بيقوله حزن:
بوعدك… بوعدك يا ابوي بس بالله عليك ما تجيبش سيرة الموت مره ثانيه أنت هتفضل وياي على طول يا كبير مش هتهملني واصل…
(الحاج عمران بيبتسم ابتسامة صغيرة، يغمض عينه… ويسحب نفس طويل تروحوا بتطلع الى الخالق وهو ماسك ايد يحيى .
يحيى بيصرخ صرخة موجوعة، يهز أبوه وهو بيعيط):
يحيى:
يا بوييييي…ما تسيبنيش انا مش خابر اعيش من غيرك يا ابوي انت كل حاجه ليا يا ابويا قوم قوم هجيبلك الدكتور هتبقى مليح !
احمد دخل اوضه ابوه لقى اخويا يحيى ماسك ايد ابوه وكان بيعيط على اخره احمد ظابط شرطه بس حد دمه خفيف وبيحب الضحك والهزار اول ما شاف منظر اخوه واللي هو بيعمله حاول يهديه ويهدي نفسه لان برده زعلانه على ابوه .
احمد : في إيه يا يحيى أنت الكبير ما ينفعش تبكي اكده؟!
كيف انت بتسوي اكده امال احنا نسوي إيه يا شيخ يا أمام المسجد يا باشمهندس يا متعلم يا متنور اهدى علشان أمك واخواتك البنتا؟!
يحيى وهو بيمسح دموعه بيقول :راح يا احمد اللي كان سند وظهر لينا راح احلى حاجه في دنيتنا يا احمد اللي علمنا كل حاجه مليحه ابوي راح وهمل جبل على قلبي وهمللي الحزن والمرار انا مش قادر على كل حاجه بتحصل وياي؟!
احمد بياخد اخويا يحيى في حضنه وبيطبطب عليه وبيقوله :انا خابر يا اخويا انك شايل اكتر من طاقتك من وقت مرض ابوي بس استحمل انت خابر اني موت ابوي كان راح لانه كان تعبان قوي وكان بيتعذب طول ما هو عايش واحنا كنا رايد له الراحه مش رايدين ويتعذب قدامنا كل يوم واحنا مش بايدينا حاجه نقدمها له؟!
يحيى بيمسح دموعه بيقول :ربنا يرحمك يا ابويا يلا عشان نحضر للغسل يا احمد؟!
احمد بيهز راسه بيطلع بره بيلاقي أمه منهارة في العياط واخواته البنات كانوا بيعيطوا على اخرهم وحريم اعمامه كانوا قاعدين بيولولوا ويحيى اول ما يسمع صوت صراخ طالع من بره بيزهق فيهم على اخره وهو متعصب.
يحيى بصوت عالي زلزل البيت كله قال: انتي يا مره منك ليها مش رايد اسمع اي واحده بتتنفس ما فيش حد يصوت على ابويا اترحموا عليه وقولوا له الفاتحه احسن من الجهل اللي انتم بتسووة دلوقت ؟!
فعلا كل خوف من يحيى لان لو اتعصب اكتر من كده كان هيحرق الاخضر واليابس
وبعد كده غسله الحاج عمران ودفنوه ويحيى عمل عزاء كبير جدآ وكان في كبارات البلد والفقير قبل الغني جه علشان يعزي لأنه كان راجل خير والناس كلها بتحبه وكان بيحكم ما بين الناس بالعدل
القرآن بيتقري من شيخ بصوت رخيم.
يحيى واقف عند الباب و وشه مجهد لكن مرفوع. الناس بتدخل تسلّم عليه وهو يرد برزانة واحمد اخوه كان واقف جنبه )
شيخ البلد (وهو بيحضنه ويقول بحزن):
البقاء لله يا شيخ يحيى… أبوك كان ضهر وسند للبلد كلتها ولا جه ولا هيجي في البلد كيفه … ربنا يرحمه ويخليك ويخلي اخوك وتعالوا اسمه كمان وكمان يا ولدي؟!
العمده (بيدخل ورا شيخ البلد و بيبص ليحيى باحترام وهو بيطبطب على ايده وبيقول):
النهاردة إنت بقيت كبيرنا يا يحيى بعد ابوك ما فيش حد غيرك ينفع ياخد المكنه دي يا ولدي؟!
(يحيى بيهز راسه بهدوء، وبيحاول يخبّي كسرة قلبه)
يحيى (بصوت ثابت رغم الألم):
البقاء لله وحده ربنا يباركلك يا شيخ البلد ويخليك يا عمده؟!
وكيف ما انت خابر اللي سايب سيرة كيف سيرة ابوي ما ماتش واصل؟!
العمده وهو بيهز راسه بالقناع قال: فعلا يا ولدي ربنا يبارك في عمرك أنت واخوك البقاء لله يا احمد؟
أحمد هو واقف وباين عليه الحزن جداً قال: الدوام لله وحده يا عمدتنا اتفضل؟!
العمده دخل وشيخ البلد والناس بعد شويه مشيوا من العزاء الكل كان حزين على الحاج عمران البلد كلها كانت بتعيط عليه
كلها كانت بتحبه اما عند امه يحيى جوه كانت قاعدة بتعيط على اخرها وعنيها منتفخه من كتر البكاء على جوزها وحواليها الستات بيعزوها وبناتها الثلاثه سمر وزينب ويمنى ودول اخوات يحيى كانوا حزينه جدآ على ولدهم.
وفي الوقت ده كانت جميله بنت عم يحيى اللي هي بتحبه من وهي صغيره قاعدة هي وامها وعامله نفسها ان هم زعلانين وبيعيطوا على الحج عمران .
أم جميلة (بتهمس في ودن بنتها وبتقول):
شايفة يا بت؟ كله بقى في يد يحيى … حتى بعد ما مات أبوه، كل حاجه هو اللي هيشيلها وهو بقى كبير البلد كلتها شفتي احنا وياه هنكون كسبانين؟!
جميلة (بدموع، وهي عينيها بتدور على يحيى في كل مكان قالت): هو بيعبرني ياما حتى اما بيشوفني بيبص في الارض ما بيبصليش ولكنه شايفني اصلا وانا بحبه من وانا صغيرة بس هو ما بيعبرنيش؟!
ام جميله (بغل واضح وهي ماسكه ايد بنتها وبتسمعها الوصايا السبعه قالت): ما تخافيش يا بت انا هخلص كل حاجه مع مراة عمي بس تفوق لنفسها هي هتحبك وريداك لولدها من زمان ومش هتقولي حاجه هي ما بتكسرليش كلمه؟!
جميله بهدوء وهي بتبص لأمها وتقول:ماشي يا امايا ما تتحدتيش دلوقت علشان الناس ما تاخدش بالها وانا هروح اقعد يمه مرات عمي علشان ما تزعلش مني وتقول إني ما قعدتش وياها ووسيتها؟!
ام جميله وهي بتعوج ببقها وبتقول :روحي يا أختي لما اشوف اخرتها وياك انتي ومرات عمك؟!
بعد ساعات العزاء بيخلص ويحيى بيدخل البيت ويبقى الحريم كلهم مشيوا واخواته كل واحدة راحت اوضتها وأمه هي اللي بتبقى قاعدة في الصاله مستنياه يجي علشان كانت عايزاة في امر مهم.
يحيى بيدخل من برّه، ملامحه باين عليها التعب لانه كان واقف طول النهار على رجله بس هو زي العادة ما بيحبش يبين تعبه قدام حد أول أول ما دخل بس لأمه هو عارف ان هي مستنياها وشها باين عليه التعب وعينيها حمراء من كتر البكا على جوزها .
ام يحيى (بصوت باين عليه التعب وهي بتقول): تعال يحيى يا ولدي رايد اتحدت وياك كلمتين يا ولدي؟!
(يحيى بيقترب بخطوات هادية،وبيبوس راسها باحترام ويقعد قدامها وبيقول بصوت هادي ):
: خير يا مايا اؤمري رايداني في ايه؟!
ام يحيى (بتتناهد،ودموعها بتنزل على خدها وهي بتقول): رايداك تنفذ الامانه اللي ابوك وصاك بيها قبل ما يموت يا يحيى؟!
(يحيى بيطأطئ راسه لحظة، كأنه بيفتكر اللحظه الأخيرة اللي أبوه كان بيوصيه على بنت عمه فيها وان دي كانت آخر كلماته )
ام يحيى (بنبرة قوية قالت):
أبوك وصّاك على بت عمك نادين ودي آخر حاجه قالها عمران وهي أمانة في رقبة يا ولدي وحاول تنفذها علشان تريح ابوك في تربته؟!
(يحيى بيرفع راسه بحزن وهو بيقول): حاضر ياما انتي تؤمري هنزل بكرة مصر وهروح اجيبها
بس لازما تستحملوها لان انتي خابرة ان هي تربيتها غير تربيه البنتا حدانا المعامله معاها هتبقى صعبة قوي؟!
ام يحيى (بتمد إيدها على إيده،بنبره مليانه طمانينه قالت):
إنت سندها… وإنت قدّها يا يحيى اللي خلي ناس كثيرة في البلد كانوا مجرمين
وكانوا اخلاقهم عفشه بسبب الشيخ يحيى تاب ورجعوا للطريق الصح مش هيصعب عليك بت عمك تغيرها وترجعها عن الطريق اللي هي ماشيه فيه ؟!
(لحظه الصمت و يحيى بيسحب نفس عميق، عينيه تلمع بدمعة صغيرة، لكن صوته بيفضل متماسك، فيه هيبة الإمام وهو بيقول): انا هسوي اللي يرضي ربنا… ووصية أبويا…هنفذها وبكره من الفجر هنزل مصر اجيبها؟!
ام يحيى (وهي بتقول بدموع وكان باين عليها الحزن جدا): ربنا يرضى عنك يا ضنايا كيف ما انت راضي امك وابوك انت ما فيش كيفك يا يحيى ربنا يديك الصحه يا ولدي وتفضل تاج فوق راس امك؟
في اللحظه دي بيدخل احمد اخو يحيى وهو بيشوفهم بالمنظر ده بيحاولوا ان هو يفك الجو.
احمد بهدوء وبيحاول ان هو يهد امه ويقول: واضح ان انا جيت في وقت غير مناسب اروح وارجع تاني يا مايا ولا ادخل؟
ام يحيى (تبتسم رغم دموعها وتقول لأحمد): مش وقت هزار يا احمد؟!
أخوك هينزل مصر بكرة… يجيب بت عمك يا ولدي كيف ابوك وصاة!
(احمد بيضحك بخفه وهو بيبص ليحيى وبيقول ): انت هتجيب بت عمك بكرة هتكتب عليها ميته يا يحيى؟
(يحيى بيلتفتله بهدوء، صوته جاد، فيه ثقة تخلي الكلمة تقطع الجدال): هجيبها بكره وهكتب عليها بكرة ان شاء الله والفرح بعد الثانويه بتاعه ابويا لاني مش اهملها تعيش في الدار اهنا من غير اي رابط وكمان علشان اعرف امشيها كيف ما انا رايد؟!
(احمد بيسكت هو بيبص لاخوه بيحترمه اكثر، من الأول)
يحيى يبص لصورة أبوه على الحيطة، وصوته الداخلي يهمس: "وصيتك في رقبتي يا بوي… وهسويها مهما حصل؟؟؟
في شقة صغيرة في عمارة راقيه في وسط القاهرة.
الموسيقى عاليه جداً و نادين لابسة لبس جريء، واقفة قدام المراية بترتب شعرها، ماسكة الموبايل وبتسجّل تيك توك وضحكتها
عالية وبترقص بخفه وبتتحرك بدلع بس فجأة الباب بيخبط جامد.
نادين (وهي متضايقه وبتنفخ وبتقول بصوت عالي):
مين اللي هيجي دلوقتي إيه القرف ده هو الواحد ناقص عكننه على الصبح؟!
قفلت اللايف وراحت عند الباب وبتقول: مين اللي بيخبط خلص بسرعه وقول أنت مين؟!
يحيى وهو بيزعق بصوت عالي وبيقول:
إفتحِي يا نادين انا يحيى ولد عمك عمران؟!
(نادين بتتجمد ودقات قلبها ابتدت تعلى
وما كانتش قادرة تتنفس لأنها كانت بتسمع عن يحيى من زمان ان هو شخص صعب شويه وان مش اي حد يقدر يقف قدامه كانت خايفه ومرعوبه وهي راحت على الباب وفتحت ليحيى واتصدمت اما شافت شخص قدامها قوي طويل وعريض ووسيم جداً
و لابس جلابية صعيدي سودة وعِمّة بيضا. عينيه حادة، ملامحه جامدة. شكلُه غريب لكن وسيم جداً )
نادين (وهي مصدومه بتقول): معقول انت يحيى إبن عمي عمران؟!
يحيى (بصوت عالي هو بيبص لها من فوق لتحت بقرف قال): السلام عليكم اتفضل ادخلي جوه غيري خلقاتك البسي عبايه دلوقت تكون طويله وحجاب على راسك عشان هننزل الصعيد لأني وصيه ابويا وابوك لازما تتنفذ اليوم؟!
نادين (بتضحك بسخرية وهي بتقوله بدلع):
وصية إيه اللي انت بتتكلم عليها؟!
يحيى وهو بيبص لها ومتضايق منها قال: انتي خابرة وصيه إيه اللي انا بتحدت عليها لان ابوي كلمك في الموضوع ده 1000 مره قبل اكده اما كنت بترجعيه مكسور الخاطر؟!
نادين وهي مرتبطه بتقول: إنتَ جايلي من الصعيد عشان تجوزني بالعافية البلد دي فيها قانون وانا قلت لعمو قبل كده ان انا مش موافقه اعيش في الصعيد وانا هنا بشتغل وبكسب فلوس كويسه جداً وقادرة اعيش مش محتاجه حاجه منكم يلا امشي ما عطلكش؟
يحيى (عيونه تضيق صوت وبدا يخشن وهو بيقول):
إنتِ بت عمي… وأبوكِ راح عند اللي خلقه وابوي انا كمان بس الوصيه مش ما ماتتش يا بت عمي ابوي صاني بيكي في لحظات الأخيرة وعمي قبل سابق كان موصي أبوي؟!
بس ابوي كان بيتحدت زمان بالراحه اما دلوقت ما فيش حديت دلوقت بننفذ على طول ما فيش مجال تاني لاي حاجه؟!
نادين (بغضب وصوت عالي وهي بتزعق فيه وبتقوله):
أنا مش طالعة من هنا! حياتي هنا… صحابي… شغلي… التيك توك اللي بيدخلني ملايين والفنزات بتاعي اللي بيحبوني! مش هروح ادفن نفسي في الصعيد وسط البهايم والناس الجهله اللي مش بيفهموا حاجه في حياتهم غير التخلف اللي هم عايشين فيه لحد دلوقتي؟
يحيى (بيروح ناحيتها خطوة بخطوة وبيتكلم بصوت عالي وهو متضايق منها وبدا يجيب آخر):
تيك توك؟ رقص؟ فضايح؟ ده اللي سابوهولك أبوك وأمك؟
(صوته بيعلى بغضب، والعرق الصعيدي بيبان فجأة) انا مش ههمل لحمي الناس تتفرج عليه؟!
انتي عارضه نفسك في الشارع وبتعرضي لحمك على الرجاله بس ده كله خلاص يا بت الأصول لو ما جيتيش وياي هتشوفي الوش الثاني وانتي ما خبراش غضبي!
نادين (بترجع لورا، وهي بتقول بخوف): انت كده كده مش هتقدر تاخدني هو انت هتاخدني غصب عني القانون ما يقبلش بالكلام ده انا حد مشهور ولو بلغت عنك هتروح في داهيه وناس كثيرة جداً هتدعمني وهيوقفوا معايا يعني خليك بعيد احسن عني علشان ما تاذيش نفسك؟!
يحيى بيمد إيده فجأة..؟!
↚
(يحيى بيمد إيده فجأة، يشد الموبايل من إيدها ويرميه على الأرض ويتكسر 100 حته ونادين بتصرخ وهي بتقوله):إنتَ مجنون يا بني ادم أنت غبي!
يحيى (صوته كان عامل زي الرعد وهو بيقول):
أنا الصعيد… لما أقول كلمة، بتنزل كيف السيف لو اتحط على الرقبه بيقطع على طول ما فيش مجال للحديت.
يحيى(بيقرب أكتر، صوته بيوطى وهو بيقول ):
هتيجي وياي يا نادين… سواء برضاكي أو غصب عنك وهيجوزك النهاردة وانا حديتي ما توقعش الأرض ابدا؟!
(نادين تبص له بخوف لأول مرة، عينيها تدمع. من جوّا مكسورة، بس عنادها يخليها ترفع راسها وهي بتقوله):
حتى لو خدني غصب… عمرك ما هتجبرني أحبك او افضل معاك انا مش طايقاك هيبقى انت الراجل اللي غصبت على بنت تفضل في حضنك وهي مش عايزاك وده طبعا مش حلال
يا سيدنا الشيخ يا ابو دقن طويله؟!
(يحيى بيسكت لحظة، عينيه تلمع بحاجة بحاجه غامضه وهو بيصارع نفسه من جواه ومتضايق جدا من كلامها وبعد كده ؟
بيحط الشال بتاعه على ايده و بيمسك إيدها بعنف، يسحبها ويمشي. بيها وصوتها بيعلى وهي بتصرخ وتقوله: سيبني! مش هروح معاك يا متخلف يا جاهل يا اللي جاي من تحت البهايم انت مش شايف منظرك انا ديدي اللي كل الناس بتتمنى بس نظرة منها اروح معاك انت سيبني !
صوت نادين بيرن في مدخل العمارة وهي بتصرخ وتعيط على خيرها وبتقول ليحيى وبتكمل كلامها:
سيبني يا يحيى! إنت مجنون؟! أنا مش هاجي معاك هو بالعافيه!
الجيران اتلموا على صوت نادين والستات كانوا واقفين عند الباب بيتفرجوا وفي ناس كانت هتتدخل بس اما شافه يحيى وهو بيشدها اتاكدوا ان هو ابن عمها لان زيه صعيدي وهم عارفين ان هي من الصعيد علشان عمها كان بيجي كل فترة يزورها وكان بيوصي الجيران عليها.
(يحيى ماسكها من دراعها بقوة، ملامحه جامدة زي الصخر، وصوته غليظ بيجلجل العمارة قال):
إنتي بت عمي…وما لكيش حد غيرنا واصل
واللي رايد يعترض… يقف قدام يحيى ولد الحاج عمران !
(الناس يتبادلو نظرات، لكن محدش يتحرك).
نادين (بتعيط وتخبط فيه وتقوله بوجع وحزن):
سيبني! أنا مش هروح الصعيد!
(يحيى بيوقفها لحظة عند مدخل العمارة وبيلفها بعنف و يبص لها من فوق لتحت بعينيه اللي كلها غضب): اللي بينا دلوقت يا نادين انك خلاص بقيتي مرتي غصب عنك او برضاك خلاص بقيتي ليا وانا اللي بسويه ده مش حبا فيكي انا بسوي كده
علشان دي كانت وصيه ابوكي وابوي قبل ما يموتوا غير اكده ما كنتش هبص في خلقتك؟
واحدة من الجيران بيقول:
ده يحيى… ابن الحاج عمران وهو جه المره دي علشان ياخدها البلد؟!
الحاج عمران بقى له سنين بيحاول معاها بس هي ما كانتش موافقه وعلى طول كانوا بيتخانقوا مع بعض كان راجل محترم بس باين عليه مات لانه ابنه عمال يترحم عليه لو مات ربنا يرحمه؟!
جارة ٢ (بصوت مليان خوف قالت): بس البنت دي مشهوره على التيك توك ومعروفه ممكن تقلب الدنيا عليه ربنا يسترها بس هو عمل الصح اما اخذها من هنا لان البنات ما لهمش عيشه لوحديهم والموضوع ده كان لازم من زمان بس أبوه كان قلبه طيب!
(نادين بتصرخ وتعيط وهي بتتحاول تفلت، لكن يحيى بيفتح باب العربية ويزقها جوه. وبيقفل الباب بقوة، ويركب جنبه وبيبتدي يشغل العربيه وبيمشي من قدام العمارة وفي طريقه الصعيد)
نادين قاعدة جنب يحيى، عينيها مليانة دموع، بتتنفس بصعوبه وهي حاضنه نفسها
وهي ضمه ايديها على صدرها كأنها بتحمي نفسها من يحيى اللي واخدها غصب عنها.
يحيى سايق وعنيه قدامه ملامحه متحجرة على الطريق ما فيش اي رحمه في قلبه اتجاهها لانه شايف ان هو كده بيعمل الصح وان بكده بيحميها من نفسها قبل ما يحميها من الناس .
نادين (بصوت مخنوق وهي ما بتبصش ليحيى وبصه الناحيه الثانيه وخايفه وبتقول ):
إنت فاكر نفسك إيه؟! بتخطفني كده زي المجرمين؟!
أنا هبلّغ عنك…هسلمك على اول كمين والله لاوريكي يا يحيى علشان تبهدلني وتعمل فيا كده امال لو انا مش بنت عمك بقى كنت عملت فيا إيه!
(يحيى بيلف وشه لها لحظة، ونظرة جامدة، وبعدين يرجع يبص على الطريق)
يحيى (بهدوء مخيف وهو بيقول بالراحه): انتي خابرة يا نادين اني ما خطفتكيش
أنا باخدك لدارك…ودار جدك وعمك وابوكي ودار جوزك دلوقت يعني بقت دارك وانا بقيت دلوقت جوزي غصب عنك او برضاك وعن الدنيا كلها وما تقدريش انك تفلتي من يدي لو سويتي اي حاجه انتي مش خابرة انا ممكن اسوي إيه ؟!
نادين (بتنفجر وهي بتعيط وبتقوله):
أنا مش مراتك! ومش هبقى!
أنا عمري ما هفكر ابص لك انت فاهم ؟!
أنا ليّا حياتي… ليّا شغلي… التيك توك والناس بتحبني! إنت جاي تدفني بالحياة انت مش هتتجوزني وتقعدني في الصعيد انت عايز تدفني وسط ناس جاهله ومتخلفين والكلام اللي انت بتقوله ده مجرد تهديد وما فيش واحد محترم يهدد بنت بالطريقه دي ؟!
(يحيى بيشد الدركسيون فجأة كأنه بيسيطر على غضبه، وبعدين يرد عليها بصوت راجل صعيدي ومليان غضب قال): هو اللي انتي بتقولي عليها دي اسمها حياة او عيشه
انك تفرج الناس الغربه على جسمك وانتي بتترقصي وبتتغندري وبترققي صوتك وبتعلي صوتك وتضحك وتتمسخري رايدك تفوقي لنفسك يا بت جمال
وأنا… مش هسيب بت عمي تتبهدل اكده وسط الخلق لازم اطلعك من اللي انتي فيه وهوريك الطريق الصح وبعدها انتي اللي هتختاري ترجع للي انتي كنت فيه انا ما عنديش مانع واصل رايده تفضلي ويانا برده يا مرحب بيكي ؟
نادين (بتبص له بصدمة):
إنت متخلف!
أنا حرة… أعمل اللي أنا عايزاه!
ولا إنت فاكر نفسك لسه في عصر الجواري؟!
(يحيى بيضرب بايديه على الطارة بقوة، صوته بيعلى وهو بيقول):
عيب… عيييب يا بت جمال والله لو انتي مش حرمه كنت كسرتك دلوقت!
إحنا صعايدة… وعندنا كل اللي انتي بتسويه ده عيب
أنا آخدك عشان أصونك… مش عشان أدفنك وكمان اتقي ربنا ولا فيه في قران ولا في السنه اللي انتي بتسويه ده قبل ما يكون ده طبع صعايدة والاصول لكن برده عندنا فضلنا المراة لازما نصونها مش نفرج عليها الرجاله؟!
(نادين بترد عليه بضحكة مليانة دموع ومرارة):
تصوني إيه؟! إنت دمرتني!
إنت خطفتني من حياتي…
وأنا عمري ما هحبك… عمري ما هبقى ليك والقران والسنه اللي انت بتقول عليهم انا عارفاهم كويس؟!
انا بصلي وعارفه ربنا كويس مش مستنيه واحد زيك يجي يعلمني ديني يا جهله يا متخلفين!
(يحيى بيلف وشه لها، عينه تلمع بالغضب والحزن في نفس الوقت. يسوق شوية وهو ساكت. بعدين بصوت عالي وهو بيقولها )
يحيى: ما هو انا لو راجل مش خابر الدين كنت ضربتك وكسرتك دلوقت على اللي سوتيه والفضايح اللي انتي مسويها لنا في كل مكان غير لسانك الطويل اللي من وقت ما شفتك اللي هقطعه لك لو زاد لحد دلوقت انا بعامل ربنا فيك؟!
ورايد اقولك ان الحب مش مهم دلوقت…
المهم إنك مراتي… واسمك مربوط باسمي.
الحب…هيجي مع العشره … بس إنتي هتعيشي على طريقتي وعلى انا هقولك عليه والجلابيه اللي في ايدك دي اللي انتي مش راضيه تلبسيها هتلبسيها غصب عنك وهداري لحمك العريان والطرحه دي هتحطيها على شعرك علشان ما فيش حد هيشوف شعري غيري واصل؟!
(العربية بتدخل على الطريق الصحراوي. نادين تبص من الشباك، الظلمة والهدوء بيخوفوها. ودموعها بتنزل وبتشد هدومها على نفسها، كأنها لأول مرة حاسة إنها ضعيفة ومكسورة)
وفجاة يقول؟!
تابع.....؟!
↚
(العربية لتدخل على الطريق الصحراوي. نادين تبص من الشباك، الظلمة والهدوء بيخوفوها. ودموعها بتنزل وبتشد هدومها على نفسها، كأنها لأول مرة حاسة إنها ضعيفة ومكسورة)
بعد وقت طويل جداً في الطريق يحيى كان مصمم يخلي نادين تنزل الاستراحه علشان تغير هدومها وفعلا غيرت هدومها وبعد كده وصلوا البلد قدام بيت الحاج عمران البيت الكبير.
و يحيى بيدخل بخطوات تقيلة، ماسك إيد نادين اللي لابسة عباية سودا غصب عنها، شعرها متغطّي بس نصّ شعرها طالع، وهي باين عليها إنها كانت رافضة تييجي أصلاً. البيت كله هادي عشان العزاء. فجأة أول ما دخلوا…
نادين (بصوت عالي وهي بتشد إيدها منه رغم ان هو مش ماسكها على طول ده هو حاطط شال علشان يبقى حائل بيني وبينها ويقدر يشدها ويدخلها لانها كانت عنيفه جداً معاه) :
سيبني! إنتَ مجنون ولا إيه؟! أنا مش داخلة البيت ده !
(الستات اللي قاعدين في الصالة قرايب، وجيران كلهم بيرفعوا عيونهم بدهشة، ويبصوا على البنت الغريبة اللي داخلة تتخانق)
أم يحيى اللي كانت قاعدة في الصالة، بتقوم بسرعة وهي مذهولة وبتروح على نادين وبتعملها بطيبه وبالراحه.
أم يحيى:
استعيذي بالله يا بت! ده دار عمك يعتبر دارك يا حبيبتي تعالي نورتي دارك يا مرات ولدي… !
نادين (بتضحك بسخرية وهي بتبص لمرات عمها وتقول):
أنا طول عمري عايشة في القاهرة وسط الناس المحترمة، مش في بيوت مليانة بهايم وقرف!
(في اللحظة دي يحيى بيسيب إيدها بعنف ويزقها لورا و يقف قدامها، وعينيه حادة زي السيف، وصوته نازل زي الرعد):
نادين! إخرسي مش رايد اسمع حسك واصل وانتم يا جماعه العزاء خلص اتفضلوا لو سمحتوا؟!
الناس بيمشوا وهم مستغربين جداً وعندهم فضول يعرفوا هي مين دي اللي بتتخانق مع يحيى اما نادين كانت واقفه
بتتنفس بسرعة من الغضب، وصوتها بيعلى تاني.
نادين:
إنتَ فاكر نفسك مين؟! تيجي تشدني من القاهرة لحد هنا وتقولّي اسكتي! لأ… أنا هصرخ وأقول لكل الدنيا إنتَ خطفتني وانت انسان متخلف ومجرم اللي عملته ده حاجه غلط وكبيرة كمان!
(يحيى بياخد خطوتين ناحيتها، ويقرب وشه منها، وصوته يهدى بس نبرته تقيلة ومخيفة):
يحيى:
اسمعيني يا بت عمي… الليلة دي أنا جايبك بوصية أبوي وأبوك.
ما فيش عندك لا صريخ ولا عياط لو خرج
من بوقك كلمة زيادة…هخرسك الخالص؟!
(نادين بتتجمد، تبص له بخوف، بس عنادها بيخليها ترد):
أنا مش طايقاك… ومش هبقى مراتك حتى لو كتبت عليّا ألف مرة.
(أم يحيى بتتدخل بسرعة، عايزة أنها تطفي النار والمشكله اللي بتحصل في البيت)
أم يحيى:
كفاية بقى! الدار كان فيها ناس علشان العزا إيه اللي انتم بتسووة ده يا ولد روحي يا نادين يا بتي على اوضتك علشان ترتاحي شويه هملها يا ولدي علشان خاطر أمك والصباح رباح؟!
(يحيى بياخد نفس عميق، ويبعد عنها، لكن صوته حاسم وهو رايح ناحية باب الأوضة)
يحيى:
نامي الليلة اهنا يا نادين… وبكرة الصبح هسوي اللي وعدتك بيه يمايا بلغ الكل ما فيش عزاء تاني مش رايد فضايح قدام الناس؟!
(نادين بتقف مكانها، دموعها في عينيها وهي خايفه ومن جواها بس برده متغاظه ومتضايقه جداً من يحيى وعمل له معاها وانه يجبرها على حاجه هي مش حاباها
ومش قادرة تقتنع إن في حد ممكن يمشي كلامه عليها بالطريقه دي)
يحيى بدخل الاوضه بيتوضا ويصلي
وكان متضايق جداً من نادين وكان عارف ان السيطرة عليها صعب وان هيحصل له مشاكل كثيرة جداً في البلد غير كلام الناس اللي هتبقى كثيرة عليه والموضوع هيبقى صعب بس هو سابها على الله وشايف ان دي بنت عمي وعرضه لازما يحافظ عليها.
الليله دي بتعدي ونادين بتفضل تعيط لحد ما تنام ومرات عمها بتروح الاوضه بتبص عليها وتبقى متضايقه جداً لان البنت دي ما لقيتش حد يحن عليها ابوها مات وامها مستهترة جدا سابتها تعيش لوحدها ما لقيتش حد ينصحها او يواجهها للطريق الصح.
ثاني يوم الصبح يحيى جاب الماذون وبلغ امه تجيب نادين من اوضتها ونادين في الأول كانت خايفه وقلقانه ومش عايزة تخرج مع مرات عمها وبعد كده وافقت وخرجت معاها وشافت المشهد قدامها وهو يحيى قاعد والماذون قاعد معاه علشان يكتبوا الكتاب.
يحيى (بهدوء مخيف وهو بيضحك في وش نادين وبيقول):
نادين… تعال علشان النهاردة كتب كتابنا يلا خلص بسرعه يا عروسه؟!
(نادين بتتجمد مكانها ومش بتبقى مصدقه ان يحيى بياخد كل حاجه بسرعه كده هي ما لحقتش حتى تستوعب ان هي جت الصعيد راح يكمل عليها بحكايه كتب الكتاب اللي بسرعه قوي دي)
نادين:
إيه؟! إنتَ اتجننت عايز تكتب كتابي وانا مش موافقه إيه رايك في الكلام ده يا حضره الماذون هو شرع ربنا يسمح بكده ؟!
الماذون بيبص ليحيى ويقوله: بس يا ولدي لازما توافق البت قبل ما نكتب الكتاب انتي خابر شرع ربنا يا شيخ يحيى مش انا اللي هاجي هعلمك انت شيخ وامام المسجد يعني راجل خابر دين ربنا بيقول ايه؟
يحيى (بيقرب خطوة بخطوة، صوته ثابت قال): ما تخافش يا شيخ هي بس زعلانه شويه بكره ترضى بس كتب الكتاب هنسويه دلوقت وموافقتك يا نادين مش شرط علشان اكتب الكتاب انا هكتب ورضاها مش لازم لان ده في مصلحتها؟!
نادين (بتصرخ وتقول وهي بتبكي على اخرها):
دي جوازة غصب! أنا هصرخ والبلد كلها هتعرف انك انسان ضلالي مربي دقنك وعامل فيها شيخ وانت اصلا شيخ على ما تفرج!
يحيى (عينيه بتلمع بغضب): البلد كلها عارفها انا جايبك ليه اهنا ما فيش حد هيجي وياكي يا بت عمي اهدي واركزي وما تضيعيش الباقي اللي فاضل في كرامتك
(نادين بتنهار وبتمسك راسها، مش مصدقة وهي بترد عليه وتقوله):
إنتَ مش بني آدم. إنتَ حد متوحش… إزاي تعمل كده؟!
يحيى (يبص لها نظرة قاسيه، وبصوت فيه وجع رغم صلابته قال):
القسوة مش مني… القسوة من دنيا رمتك وحدك.
أنا جاي أسترِك… مش أضيّعك.
(نادين تبص له بدموع، لكن عنادها يخليها تضحك بسخرية وتقول):
تسترني؟! وأنا ما طلبتش منك حاجة…ومش طايقه اشوف وشك ومش بحبك يا بني ادم هتجوزك ازاي ؟!
يحيى هو بيكلمها بمنتهى البرود وبيحاول يكون هادي قال :
الحب بييجي بعدين… لكن الستر لازم دلوقت!
نادين هي بتعاند وبتقوله بصوت عالي:
لأ! مش هوقّع! ! انتم بتجبروني على حاجه مش عايزاها!
(المأذون يبص ليحيى بارتباك: )
المأذون:
يا شيخ يحيى… دي العروسه مش راضية وانا ورايا كذا حاجه ثانيه شوفوا هتعملوا إيه علشان رايد اروح دلوقت…
يحيى (بصوت حاد وجاد، عينيه زي النار):
هي راضية… بس لسانها عاصي. اكتب يا مولانا…
(المأذون بيتردد… نادين تبكي وتصرخ، لكن يحيى يمد إيده، يحط ورقة القسيمة قدامها،
يحيى:
وقّعي يا نادين… الليلة تبقي مراتي قدام ربنا.
(نادين تبص في الورقة،و إيدها بترتعش، ودموعها نازلة… وقلبها بيرفض بس الضغط كتير عليها وهي ماسكه القلم وجواها نار وفجاة بتدخل عليهم اللي ما فيش حد كان يتوقعها )
↚
فجاة جميلة وأمها جو وأمه جميله قالت بصوت عالي : كيف يا يحيى تتجوز دي وتسيب بتي عمك اللي متربيه وياك وتحت عينك؟! دي يعتبر غريبه عنينا!
يحيي قال بصوت عالي:
نادين مش غريبة… نادين بت عمي كيفك جميلة بس انتم عمرك ما اعترفتوا بيها ولا بوجودها بس الحقيقة إنها مننا وبنتنا؟؟
ام جميله (باحتقار): بت عمك إيه! دي اللي فضحانه على التليفونات دي اللي جابتلنا العار ! إنت نسيت أبوها الله يرحمه كان مين و واحدو كيفها ما ينفعش تفضل عايشه ويانا كنت المفروض تجيبها جث'ه علشان تغسل عار الراجل الطيب اللي مات وساب بنته تدنى الشرفه؟
نادين بتلمع بالدموع وهي بتقول:أنا ما لقيتش اللي يوجّهني… أمي بعد ما أبوي مات اتجوزت وسابتني… كنت لوحدي… غلطت، آه… بس محدش فيكوا مدّ إيده وساعدني ما فيش الا عم اللي كان بيسال فيا فين جوزك مش انا بت اخوه برده!
ام جميله وهي بتبص لها بقرف وبتقول: بت اخوها بس ما تشرفناش جوزي هيعمل إيه وياكي كفايه الكبير كان بيروحلك ويسال فيك وانتي كنت بترجعية مكسور الخاطر؟!
يحيى بص لنادين نظرة محدش قدر يفسرها: فيها غضب، وفيها شفقة مكتومة قال: نادين بنتنا وعرضنا ودلوق بقت مراتي اللي هيقربلها بكلمه اكنه قربلي واللي هيضايقها اكيد مضايقني انا؟
فجأة الباب اتفتح ودخل أحمد بالبدلة الرسمية، ماسك كاب الشرطة في إيده، وصوته عالي وهو بيضحك:
إيه يا جدعان خيانه عظمى بتتجمع من ورايا اكده كتير عليا يا ابو الونايس؟
(الكل وهم باين عليهم الضيق والجو كان ما يستحملش الضحك
أحمد قرب من يحيى وهو بيطبطب على كتفه وبيقول : يا ابني على الأقل كنت تبعتلي ورقة دعوة، ألبس بدلة وشرفك قدام الناس كلها واشيلك على كتفي وارقص بيك كيف الأفلام ؟!
فجأة يحيى اتكلم بصوت عالي وزعق في احمد وقاله :
كفاية هزار يا أحمد! مش مش وقت الحديت الماسخ ده ؟!
( كلها سكتت… أحمد اتفاجئ، رفع حواجبه وقال وهو بيضحك بخفة وبيحاول يكسر الصمت: خلاص يا كبير اوامرك هخلص خالص ؟!
احمد بعدها بيبص لنادين وبيبتسم وبيقول
: على فكرة… اللي يبقى مرات أخويا هتبقى اكيد خيتي يعني لازما تقولي كيفك يا احمد اكلت ولا لا يعني لازما تسال على اخوها لاني خلاص اعتبرتك خيتي؟
نادين بتهز راسها وبتقوله :اهلا وسهلا بيك!
وبعد كده بتبص ليحيى
… نظرة كلها هيبة وصرامة، حسّت إنها في حد في ضهرها وفي نفس الوقت هي مش حابه برده تعيش في البلد دي ولا بين الناس دول اللي بيكرهوها من أول ما جت وهي مش طايقاهم.
جميله راحت ناحيه يحيى وبصت لنادين بغيرة وقالت: المفروض كنت تتجوزني أنا، مش هي! انا اللي اتربيت بينكم وكنت في يدكم
انا اللي عمي كان رايد يجوزني ليك وانت جيت دلوقت خلفت الوصية؟
يحيى شد نفسه أكتر، صوته كان قاطع كالسيف: الحديت ده كان زمان بس آخر حاجه لابويا وصى اني اتجوز نادين مش انتي خالص يا جميلة وكمان اللي بيني وبين مراتي ما حدش يتحدت فيه
لا إنتي ولا غيرك. وصية أبويا فوق أي حاجة.
ام جميله (باستهزاء وهي تبص لنادين من فوق لتحت): مراتك؟ دي اللي فضحتنا قدام الخلق كلها كانت بتفرج الناس عليها وهي بتتمرقع! وأنت جايبها تعيش وسطينا بس لا يا ولدي دي ما تشرفناش ؟!
نادين حسّت نفسها قليله جدا والدموع غرقت وشها بس لقت إيد حنونة مسكتها فجأة… أم يحيى اللي وقفت بجانبها زي جبل.
أم يحيى (بحزم): من النهارده دي بتي انا !
وانا كان عندي ثلاث بنات بقى عندي اربعه قبل ما تكون مرات ولدي بقت بتي واللي مش عاجبه الباب يفوّت جمل!
الصمت سيطر على المكان وام جميله بتعض شفايفها من كتر الغيظ وسكتت خالص لانها ما بتقدرش تقف قدام ام يحيى.
جميله طلعت على اوضتها وفضلت وقاعدة لحد ما الليل جاء وهي كانت قدام المرايه وكانت لابسه الطرحه وكانت باينه أنها متردده جدآ وعينيها مليانه قلق.
فجأة الباب اتفتح بهدوء، ودخل يحيى. وقّف عند العتبة، صوته غليظ لكنه واطي:
يحيى: لساتك صاحيه لحد دلوقت؟
(نادين اتفاجئت، وقامت بسرعة وهي تشد طرحتها كويس لانها كانت خايفه منه قالت بخجل): آه… كنت بجرب أشوف لو اللبس ده… مناسب لاني مش عارفه البسه خالص أنت عارف ان ده مش لبسي؟!
(يحيى مشي ناحيتها بخطوات تقيلة. مدّ إيده بهدوء، مسك طرحة كبيرة كانت محطوطة على الكرسي ورفعها قدامها وهو بيبصلها بنظرة ثابتة)
يحيى (بابتسامه هاديه قال): الستر مش بس بتغير شكلك بيغيّر قيمتك عند الناس. وأنا رايدك تبقي مرفوعة الراس وما فيش حد يشوف اي حاجه منا غيري انا؟!
(نادين عينيها دمعت. مدّت إيدها تاخد الطرحة، لكنه فاجأها… لفها على راسها بنفسه بحركة بطيئة، ثابتة)
نادين (بصوت متكسر): عمري ما حد… اهتم بيا كده؟
(يحيى ما ردش. بعد ما خلص ربط الطرحة، وقف خطوتين لورا، وبص لها من فوق لتحت. نظرة فيها صرامة… لكن كمان فيها اعتراف صامت بجمالها.)
يحيى: كده أنسب واجمل واحلى؟!
(وبعدها خرج من الأوضة من غير كلمة زيادة… سايبها واقفة قدام المراية، قلبها بيرقص وخايفة في نفس الوقت
في الشارع قدام الجامع بعد صلاة العشاء. الجو هادي)
يحيى خارج من باب الجامع ومعاه السبحه في ايديه وبيقول بمنتهى الاحترام للناس: "السلام عليكم؟
الحاج عبد المنعم قال: وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته ربنا يجعله في ميزان حسناتك يا شيخ يحيى انت ضهر وسند لينا بعد المرحوم بوك إحنا خبرينك مليح المشكله بتاع اليوم انت اللي هتحلها؟!
سامي شاب صغير: والله الناس كلها بتحبك يا شيخنا… ربنا يديك طولة العمر؟!
(يحيى بيرد بابتسامة صغيرة، كلام قليل، بس كل كلمة طالعة منه وراها وقار.)
وهو ماشي في الشارع، العيال الصغيرين يجروا عليه:
يا عم يحيى… خدنا وياك الجامع بكرة!
يحيى (بحنان وهو بيحرك راسه بالموافقه ويقولهم ): خلاص… بكرة تصلي ورايا وتسمع القرآن وتيجوا المقراة بدري مش رايتكم تلعبوا في الشارع؟!
(العيال بيضحكوا ويجروا، والرجالة تبص له بإعجاب.)
(من شباك الدور التاني في بيت العيلة.)
نادين واقفة من ورا الشيش، عينيها مركزة عليه.
شايفة الناس كلها حواليه، بتحترمه، بتحبه… حتى العيال الصغيرة متعلقين بيه.
نادين (بتكلم نفسها، بنبرة فيها غيرة و قهر):
هو إزاي الناس شايفاه كده؟ وأنا… مش شايفة غير واحد سجينني وحرمني من حلمي اللي انا كنت عايزة احققه؟
(دمعة صغيرة نزلت، بس بسرعة مسحتها كأنها مش عايزة تعترف بيها. وقفت تتفرج لحد ما دخل البيت)
في المندرة كان قاعد يحيى علشان يحل المشكله.
رجالة البلد قاعدين، الجو مشحون. اتنين من الشباب واقفين قدام بعض، واحد بيزعق والتاني بيرد بصوت عالي.
أول شاب: والله ما أسيبله أرضي… انا رايد اخذ حقي بالذوق او غصب عنك!
تاني شاب: إنت اللي كذاب… وأنا هوريك!
(الرجالة بتحاول تهديهم الصوت بيعلى والمشكله بتكبر اكتر)
فجأة… يحيى يدخل المندرة. سكوت تام. خطواته تقيلة، يقعد على دكة أبوه "الحاج عمران"، يسبّح بسبحته، وصوته هادي لكنه آمر.)
يحيى صوت مليان هيبه هزي بيه المكان قال:
مش رايد اسمع صوت حد؟!
(الاتنين سكتوا وقعدوا زي الطلبة قدام أستاذهم)
الحاج سمير راجل كبير في السن بيقول: دي يا ولدي مشكلة بين ولاد عمّ… والارض هتخرب بسببهم ؟!
يحيى (يبص للشابين وهو بيقولهم بحكمه): الأرض عمرها ما كانت أغلى من الد.م اللي بيجري في عراقكم الأرض موجودة وممكن الكل يتراضى بس ما ينفعش نعيش مع بعض المشاكل واحنا اخوات هناكل في بعض علشان خاطر شويه ملاليم انتوا اتخابلتوا وياك؟!
كمل يحيى وقال بحزم: هتروحوا بكرة مع الكبار، يتقاس الحق قدام الكل. واللي ليه حاجة ياخدها. ولو كلمة تانية اتقالت… أنا اللي هحاسبكم ؟!
(الاتنين يبصوا في الأرض، ساكتين، مكسوفين.)
أحمد (واقف ورا يحيى، بصوت جدّي): "اللي قاله أخويا هو اللي هيمشي. واللي هيخالف قولوا يبقى بيخالف البلد كلها.
الرجالة تقوم تهلل: يسلم فمك يا شيخ يحيى عندك حق اللي خلف ما ماتش؟!
(يحيى بيرفع عينه للناس،وبهزه صغيرة
معناها إن الصلح خلص. الجو بقى هادي
واحمد بيقف جنب يحيى لان هو اخوه سنده.)
(من شباك الدور التاني.)
نادين واقفة بتراقب. شايفة الاحترام اللي واخده، وسلطته اللي محدش بيكسرها. قلبها بيدق جامد وهي متلخبطه:
إزاي كلهم بيسمعوا كلامه… وأنا مش قادرة أطيعه ولا شايفه انه صح؟
وبعد كده يا يحيى بيروح اوضته وبينام فيها لانه ما ينفعش ينام في اوضه نادين غير بعد الفرح اما تاني يوم الصبح في البيت الكبير.
نادين قاعدة لوحدها في الصالة، ماسكة تليفونها بتتصفح صورها وفيديوهاتها الأديمة، ملامحها حزينة ومتوترة.
بتفكر في نفسها وبتقول :أنا مالي ومال البيت ده؟! أنا كنت عايزة أرجع أعيش حياتي… أعمل الحاجه اللي انا بحبها ايه اللي جابني هنا وايه اللي جبرني على العيشه الزفت دي؟
فجأة الباب يتفتح… تدخل العقربة (أم جميلة) ومعاها جميلة، متعمدة تبين زينتها.
ام جميله (بصوت عالي): "السلام عليكم… هو وين العريس يا عروسة شايفاك قاعدة لوحدك ؟
(نادين بترفع وشها باستغراب، وبتحاول تفهم قصدها)
نادين (ببراءة وهي مستغربه جداً وبتقول): قصدك ايه وانت بتتكلمي كده ليه اصلا ؟!
جميلة (بضحكة مستفزة): شكلك نسيتي نفسك اياك لو نسيت نفكروكي ؟
(نادين تتجمد مكانها، قلبها بيتقبض، مش فاهمة ليه الهجوم ده دلوقتي قبل ما ترد… بيدخل يحيى شايل شوال قمح)
يحيى (بصوت عالي وهو بيرمي الشوال): "اللي عنده كلمة يقولها لي ما فيش حد ليه دعوه بمرتي؟
(نادين تبص له، ملامحها بين ارتياح وخوف. لسه مش فاهمة ليه بيدافع عنها ولا ليه قادر يفضل معاه وهو مش بيحبها هي عارفه ان هو مجبور على الجوازة دي بس اللي بيعملوا معاها غريب قوي)
ام جميله: يا يحيى… أنا بقول الحق! إنت كنت المفروض تاخد جميلة… بتي اللي من دمك، مش دي.
يحيى (بحدة): مراه عمي الحديت خلص هو إحنا اللي هنقوله هنعيدة كل يوم مش رايد اي حد يفتح الموضوع ده تاني؟!
(نادين تبص له وهي مذهوله و مش مصدقة إن حد واقف في صفها. هي طول عمرها لوحدها دموعها نزلت من عينيها من غير ما تحس )
(جميلة وأمها اتضايقوا جدا وطلعوا من البيت وهم قلبهم مليان حقد وكره لنادين)
نادين (بصوت واطي): "ليه؟ ليه كل ده… أنا ما طلبتش حاجة منكم ولا طلبت منك تحميني او تدافع عني فبلاش تعمل الشويتين دول قدام الناس علشان انا قادرة ادافع عن نفسي؟!
(يحيى يلمح دمعتها، يقرب منها ويمسك إيدها بخفة، صوته هادي لكنه مليان رجولة):
ما تفكريش فيهم. طول ما أنا اهنا… محدش يقدر يهينك طول ما انت في حمايه وعلى اسمي وكمان في حاجه انا كنت رايد اعملها لك مفاجاه بس جيه الوقت ولازما تعرفيها؟؟؟
نادين باستغراب: إيه هي؟!
الحلقه الجايه هيكتشف سر خطير تابع...؟
↚
نادين (بصوت متردد، وعينيها فيها فضول وهي بتقول): إيه هي اللي أنت بتتكلم عنه ده يا يحيى؟
(يحيى بيقوم يفتح الدولاب وبيطلع علبة قطيفة سوداء وبيقرب منها ويديها العلبة)
(بتفتح العلبة… تلاقي نقاب أسود أنيق، خامته ناعمة، مطرز من الأطراف بخيط بسيط. تبص له بدهشة و صدمة)
يحيى (يبصلها بثبات وبيتكلم بصوت رجولي وبثبات قال):
ده مش مجرد قماشة… ده ستر، وحصن. أنا شايفك بالنقاب اجمل مليون مره من اكده شايفك ملكه متوجة ودي الهدية اللي كنت ناوي أديها لك من أول يوم شفت
كنت حابب جداً يكون عليكي انتي؟!
نادين (بصوت مليان كسوف وخجل قالت ): يعني… أنت عايزني ألبس نقاب انت بتتكلم جد؟
يحيى (بهدوء وعقل كبير قال): بتمنى اشوفك بيه البسيه علشان ربنا وعلشاني
ولو لسه انت مش جاهزة أنا مش هأجبرك. بس أوعدك إن اليوم اللي تلبسيه فيه بإرادتك… هيكون أعظم يوم في حياتي؟!
(نادين بتسكت النقاب بايديها وهي بتترعش
هو بتبص بعينين مليانه خوف واعجاب وهو كان بيلمس ايديها بالراحه وبيحط فيها النقاب وبيطلع بره الاوضه وبيسيب الإختيار ليها
ويطلع من الغرفة، يسيبها لوحدها، محتارة )
نادين قاعدة على السرير و ماسكة النقاب بإيدها كأنها ماسكة حاجة تقيلة، ملامحها فيها حيرة و رفض يحيى داخل بهدوء بعد صلاة العشاء.)
يحيى داخل عليها بهدوء وقال: هتسوي إيه يا ست البنات أنا سبتك شويه تفكري؟!
نادين (وهي بتقول بانفعال):
أنا مش هلبسه يا يحيى! أنا مش هبقى شبههم… مش هقعد مدفونة ورا قماشة سودا دي انتي عايزني ادفن شبابي بعد ما كنت كل الناس نفسهم يبقوا زيي لا يا يحيى؟!
(يحيى بيقف قدامها، يبص في عينيها بثبات، صوته هادي لكنه مليان رجولة) تعرفي بلبسك النقاب أنك بتتشبهي بامهات المؤمنين
اللي هم نساء النبي نفسهم…
إنتِ عارفة يعني إيه أبقى شايفك ماشية على طريقهم؟ يعني تبقي غالية زيهم… مصونة زيهم أنتي فاهمة العظمه؟
نادين (بتتكلم بارتباك وبتقول):
بس أنا… أنا مش زيهم يا يحيى! أنا مليانة عيوب … والناس كلها عارفة عني حاجات وحشة هو انا هضحك عليهم ولا على نفسي؟!
(يحيى بيقعد قصادها، ويقرب بإيده ياخد النقاب ويحطه على حجرها تاني بيتكلم بصوت مليان لين و دفا حقيقي.)
يحيى:
وهو مين فينا ما بيغلطش يا نادين؟ بس الشطارة مش إننا نفضل في الغلط… الشطارة إننا نرجع يمكن ربنا كاتبلك تبقي أحسن منهم كمان… يمكن تبقي قدوة لغيرك اللي كانوا شغالين في نفس مجالي خليكي اقوى؟!!
تعرفي انا بتخيلك بالنقاب وانا شايفك احلى صورة في الدنيا كلها مش كيف الصور اللي كنت بشوفها على النت لا حاجه مختلفه صورة نادين عبد الرحمن اللي ابوها كان نفسه يشوفها احسن بت في الدنيا كلها؟
(نادين بتنزل دمعة من عينها من غير ما تاخد بالها و تبص له وهي مش عارفة ترد)
يحيى (بصوت رومانسي هادي، وهو بيمسك إيدها بخفة):
أنا مش طالب منك حاجة لنفسي… أنا طالبها عشانك إنتي عشان يوم ما تقفي قدام ربنا…تكوني واقفه ومطمئنه ولما يشوفك يرحب بيكي في جنته واروح وياك الجنه عشان اكون احسن راجل ستر مراته وجعلها ملكه فوق نساء الدنيا كلها ؟!
تخيلي كده يكون جنبك كل أمهات المؤمنين
وتكوني بتتشبهي بيهم شوفي العظمة؟!
(نادين تبص له بدهشة وقلبها بيدق بسرعه
بتمد إيدها وتلمس النقاب بحذر ما بتقولش ولا كلمه بس عنيها لأول مرة حاسه برغبة إنها تجربه. يحيى يبتسم ابتسامة رضا، يقوم يلمس جبينها بخفة، ويطلع سايبها)
فجأة الموبايل يرن… رسالة واتس من رقم غريب جايه لنادين بعد ما يحيى خرج.
بتفتح الرسالة، تلاقي صورة قديمة ليها وهي لابسة لبس ضيق… وفيديو قصير مأخوذ من واحد من اللايفات القديمة بتوعها وقلبها كان هيقف من الخوف وقلبها كان هيقف من الخوف)
الرسالة
إيه يا نجمة… نسيتينا ولا إيه؟ عايزين نرجعك لأيام زمان… وإلا الفيديو ده هيتوزع تاني عالسوشيال. القرار عندك وكمان ممكن اطلع فيديوهات اسوء من ديت وانتي عارفه كده؟!
(إيد نادين ارتعشت وهي بتطفي الشاشه ودموعها نزلت غصب عنها كانت مرعوبه حرفيا لا يحيى يشوف الرساله دي وكانت بتعيط وتشهق على آخرها)
نادين (بتقول لنفسها وهي مرعوبة):
يا رب… مش وقت ده دلوقتي… أنا لسه… لسه بحاول افهم الدنيا الجديدة اللي انا دخلت فيها يا رب انا خايفه
(يحيى بيخبط على الباب وهو داخل لان كل شويه بيجي يبص على نادين وماسك في ايديه
كتاب صغير وهو (حصن المسلم)أول ما يشوف وشها خاف جدا عليها وكان قلقان.)
يحيى (بقلق):
إيه يا نادين؟ وشك قلب اكده ليه؟ في حاجة حصلت؟
(نادين بسرعة تحط الموبايل وراها وبتمسح دموعها، وتبتسم ابتسامة باهتة)
نادين:
لا… مفيش… كنت بس بفكر.
(يحيى بيقرب منها،ويبص في عينيها التركيز وبيقول برقه )
يحيى:
أنا مش غريب عنك يا نادين… أنا جوزك. اللي في قلبك قوليلي عليه… أنا سندك دلوقت يا بت عمي؟
(نادين بتسكت،وقلبها بيدق جامد وهي عايزة تقوله على الحقيقه بس خايفه)
نادين (بصوت مكسور):
أنا خايفة يا يحيى… الماضي مش سايبني… كل ما أحاول أبدأ صفحة جديدة… ألاقي اللي يشدني ورا وكل اللي انت بتعمله ده هيروح على الفاضي ما تتعبش نفسك لأني هرجع تاني ومش هيسيبوني في حالي؟
(يحيى بيقرب أكتر، ويقعد جنبها، وبيمسك ايديها وبيتكلم معاها ويقول)
يحيى (بصوت هادي قوي، فيه رجولة):
الماضي ما يقدرش يهزمك طول ما ليكي رب كبير… وطول ما إنتِ في حمى راجل بيخاف عليكي أي حد يقربلك أو يفكر يجرحك… يقابلني أنا الأول فاهمه؟
اللي هيقرب منك انا زعلي واعر ومش هيقدر يسلك وياي؟
(نادين تبص له بعينين مليانة دموع × امتنان. هو يمسح دموعها بإيده بخفة.)
نادين (بصوت متقطع وهي بتبدا تحكي له وبتقول):
دي صور وفيديوهات قديمة… بيهددوني ينشروها… وأنا كنت خايفة أقولك، بس… أنا مش قادرة أشيل ده لوحدي هو خايفه ليلعبوا في الفيديوهات دي؟
(يحيى بياخد الموبايل، يبص على الرسائل من غير ما ينفعل. وشه ثابت، عينه فيها غضب هادي، لكن صوته فيه رجولة و حكمة)
يحيى:
برافو عليك يا نادين… إنك اخترتي الصح. اللي بيخاف من الناس بيتوه، لكن اللي يلجأ لربنا ما بيتكسرش. طالما قلتِ لي، خلاص… إنتي بقيتي في أمان وانا هخلص الموضوع كله هملي كل حاجه عليا؟!
(نادين بتنفجر في عياط، وبتغطي وشها بإيديها. ويحيى بيقرب منهاويشيل إيديها عن وشها بالراحه)
يحيى (بهدوء ورقة):
بصيلي يا نادين… الماضي مش هيمشي قدام
و أنا مش هصدق صورة مفبركة ولا فيديو مشبوه أنا درست هندسة… وعارف كل طرق التزوير اللي ممكن يحاولوا يلعبوا بيها لو انا مش جاهل انا فاهم كيف اتعامل مع الاشكال دي
وانتي مش خابرة اما الدين والتعليم اللي هم كيان واحد يجتمعوا مع بعض يعني ما فيش حد هيقدر يهزمنا؟!
(نادين تبص له بدهشة × انبهار، وبتحس لأول مرة إنه مش بس راجل دين… لكنه راجل واعي وفاهم الدنيا. تهز راسها بخضوع وموافقه من غير خناق زي كل مرة)
نادين:
أنا تحت جناحك يا يحيى… أي حاجة هتقولها هعملها بس أوعى تسيبني لوحدي وكمان انا عارفه انك مجبور انك تعيش معايا بس مش عارفه اعمل إيه ؟
بدات اخاف بعد ما شفت الناس هنا وبعد ما طلعت من المجال ده بداوا يهددوني بالطريقه دي؟!
(يحيى بيمسك إيدها بقوة ويقرب وشه منها)
يحيى :
أنا قولتلك من أول يوم… طول ما إنتِ على اسمي، محدش يقدر يلمسك. إنتِ دلوقت مراتي ما فيش حاجه اسمها مش رايدك انا ما بعملش حاجه غصب عني هشيلك فوق راسي وهتبقي الست الناس بس أوعى تضعفي تاني… ؟
(نادين تبكي واتحرك راسها وهو بيلمس جبينها بخفة. المشهد يخلص على يحيى وهو ماسك الموبايل، عينه فيها تصميم… واضح إنه ناوي يواجه اللي ورا الابتزاز)
(في بيت جميلة في أوضة الدنيا ضلمه خالص في الاوضه وجميلة قاعدة قدام امها وهي ماسكه شويه صور وحطاهم على اللاب توب)
جميلة (بحقد):
أنا مش ههملها تاخد يحيى مني. هو ليا… أنا اللي اتربيت وياه وبحبه من وانا صغيرة! ومش معقوله يسيبني ويتجوز واحدة كانت بترقص على النت؟!
أم جميلة (بخبث):
اهدي يا بت، كل حاجة بالرواقه دلوقت معانا
اللي نوقعها بيه والصور والفيديوهات دي… حتى لو قديمة، الناس مش هترحم. واللي زي يحيى مهما كان جامد… قلبه هيتكسر من العار وهيدفن رأسه في التراب مش هيقدر يرفع راسه وهيطلقها وهيرميها علشان يخلص من عارها ؟!
(الراجل بيفتح اللاب توب ويوريهم فيديوهات مفبركة متركبة على صور نادين. جميلة بتضحك بخبث، وأمها عينيها بتلمع بالشماتة.)
جميلة (بحماس):
أيوه! اكده هيتأكد إنها مش نظيفة؟
أم جميلة: هنبعت كل حاجه على تليفونات بتاع أهل البلد كلها وانا جبت ارقام كثيرة قوي وساعتها كله هيعرف وهنفضحها قدام الناس؟!
جميلة: ايوه يا مايا لازم ناخد حقي وخليهم يدفنوها حيه ؟
نادين واقفه مرتبكه وهي عايزة تدخل المطبخ علشان تساعدهم في الوقت ده يمنى خارجه من اوضتها وهي بتعيط على اخرها وبتقول: الحقيني يا مايا تعالي بسرعه شوفي النصيبه الوعره اللي إحنا وقعنا فيها؟!
↚
يمنى (بصوت عالي وهي بتقول): الحقني يا يحيى الحقني يا اخويا؟
يحيى بخوف وقلق وهو جاي على اختة بيسالها وهو بيقول: في إيه يمنى إيه اللي حصل؟!
يمنى بخوف والرعب قالت:
شوف ده! الفيديوهات اللي جاتلي على تليفوني…واترسلت لكل تليفونات البلد واصحابي كانوا بيتحدتوا وياي من شويه وقالوالي اني جاتلهم نفس الفيديوهات دي؟!
يمنى بتفتح الفيديو على التليفون وتوريه ليحيى، وهو بياخد التليفون بعينيه وهي مليانه تركيز وغضب.
يحيى (بصوت ثابت وقوي، عينه مليانة حزم وهو بيقول): مين اللي عمل اللي عامله الطين دي انا خابر ان في حد رايد يضرنا بس مش لدرجة اني فبرك فيديوهات بالطريقه القذرة دي؟!
نادين كانت بتترعش وهي بتبص ليحيى بخوف وبتقول : هي وصلت للدرجه دي لا لا انا ما عملتش كده والله الفيديوهات دي كلها غلط لا مش انا دي مش انا؟!
يحيى (بيمسك إيدها برفق بيقولها بحنان):
اسمعيني… أنا اهنا… وطول ما أنا جنبك، محدش هيقدر يلمك اللي حصل من الماضي… وكل الصور والفيديوهات دي مفبركة وانا مش اهمل حقك وهوريهم كيف يقدروا يسووا وياك اكده ؟!
أم يحيى بخوف وهي بتشوف الفيديو اللي مع بنتها بتقول: يا ساتر يا رب هنسوي إيه يا ولدي في النصيبه دي؟!
في الوقت نفسه، جميلة وأمها قاعدين في بيتهم وعيونهم مليانة خبث، بيخططوا في صمت، مستنيين اللحظة المناسبة اللي هيروحوا فيها عند نادين ويشمتوا فيها بعد ما هيجوا عليهم أهل البلد .
اما عند يحيى الصوت بيعلى بره البيت ويحيى بيتفاجئ ان أهل البلد متجمعين عند بيته وبيتكلم وبيزعقوا على اخرهم والاشاعة انتشرت بشكل فظيع لدرجه ان البلد كلها معاها صور نادين بالمنظر ده.
يحيى (بيخرج على بره علشان يشوف في إيه ويتكلم بصوت هادي لكنه مليان حزم وهيبة وقال): اسمعوا يا اهل البلد… الفيديوهات دي متفبركه ونادين ما تعرفش عنها حاجه وما حدش ليه حق أنه يتحدث وياها دلوقت
و لو حد عندكم اي مشكلة وياها اتحدت وياي انا ؟!
الحاج اسماعيل قال (بغضب): كيف البنت دي تسيب نفسها اكده هي لو من اول ما كانتش كشفت نفسها على الغربه ما كانش حصل فيها اكدة؟!و الفيديوهات دي هتأثر على بناتنا وجودها في وسطينا هتاثر عليهم؟!
ام محمد قالت بصوت عالي: خلت حالها فرج على النت… مش خايفه على سمعتها؟!
الحاج ابراهيم راجل كبير في السن قال:
اللي يشوف ده هيقول إنها مش محترمة… إحنا خايفين على أولادنا وده حقنا يا شيخ يحيى!
(يحيى بيرفع يده، يمنع أي حد من الاقتراب، صوته هادي وواضح)
: قلتلكم كلها متفبرك ومش حقيقة. نادين دلوقت تحت حمايتي، ومفيش حد له الحق يهينها أو يحكم عليها بالماضي هي ما سوتش اللي انتم شفتوه ده.
إنتو خايفين على بناتكم؟ طبيعي… بس اللي حصل في الماضي واللي انتم شايفينه ده فبركه شغل فوتوشوب وهي ملهاش صالح بكل الشغل ده يعني ما تلموش عليها عاد
نادين مش مسؤولة عن أي حاجة حصلت قبل ما تعرف الصح والناس اللي هي كانت شغاله وياهم استغلوا ان هي ثابت الشغل وبيبتزوها يعني يبقى انتم والزمن عليها؟!
الحاج ابراهيم:
بس يا شيخ يحيى… إحنا شايفين الفيديوهات بنفسنا واضح قوي ان هي اللي في الفيديو اللي قدامنا التصاوير كلها بتقول اكده…
يحيى (بصوت هادي لكنه قوي):
ده كله لعب بالميديا… ناس حاولوا يزرعوا الخوف ويشوهوا صورتها.
نادين (بتهمس ليمنى):
مش عارفة أعمل إيه… كلهم بيكرهوني…
(يحيى بيقرب منها بخفة، يحضنها شوية ويهمس لها بصوت هادي):
ما تخافيش… أنا وياك. محدش هيقدر يلمسك طول ما إحنا سوا.
يحيى (بهدوء وحكمة وهو بيوجه الكلام لأهل البلد):
طول ما بنتكم شايفة الطريق الصح… وطول ما إحنا بنربيهم على طاعه ربنا ودينه
… ما فيش حاجة هتضرهم. أيام الرسول، لو حد غلط ورجع للطريق الصح،كانوا بيساعدونا مش بنهينه. نادين دلوقت اختارت الطريق الصح، وهي قوية… وهي مثال لأي بنت رايده تصلح نفسها.
بيقرب من نادين،و بيمسك يدها بخفة ويبتسم لها بابتسامة مليانة حنان يحيى:
مش مهم اللي الناس شافته أو قالوه… المهم أنتي دلوقت وياي، طول ما أنا جنبك، محدش يقدر يهزمك. الماضي انتهى، همليه على ربنا
(أهل البلد يبدأوا يهدأوا شويه، يلاحظوا ثقة يحيى وسيطرته على الموقف)
يحيى (يبتسم لها، يمسك يدها بخفة):
دي حياتك دلوقت… وأنا جنبك. كل اللي حصل قبل اكده مش مهم… المهم إنك قوية، وإن ربنا وياك وانا مش ههملك.
( يحيى ونادين واقفين سوا، والنساء من أهل القرية بيبدأوا يتراجعوا، واقتنعوا من حزم يحيى وحكمته.)
(نادين قاعدة على الكنبة في غرفة المعيشة، يمنى واقفة جنبها، فجأة الباب بيتهبد وجميلة وأمها يدخلوا البيت بعنف، عيونهم مليانة حقد وغيظ.)
جميلة (بصوت حاد):
فين نادين؟! رايدين نشوف الحلوه اللي بوظت سمعتنا في البلد كلتها !
أم جميلة (بخبث، بتضحك بطريقة ساخرة):
أيوه… رايدين نوريها كويس… ونوري كل الناس تربيه الشوارع لوالد سيلفي اتجوزها وساب بت عشانها !
(يحيى هو بيقول بصوت عالي وعصبيه):
أنا جوزها… وأنا اللي هقرر مين يتحدث وياها ومين لا واللي هيحاول يضايقها ما يدخلش الدار دي مره ثانيه وما فيش حد لصالح باي حاجه بتحصل اهنا !
أم جميلة (تضحك بسخرية): هو ده اللي انت شايفه يا شيخ يحيى يا أمام المسجد ما خلاص كل حاجه راحت يا ولد سيلفي وسمعتك اللي بتبنيها بقى لك سنين الطينه في الوحل
وين حديت ربنا وين رجولتك راحت وين نخوتك ؟!
(جميلة وأمها بيحاولوا يقربوا من نادين، لكنها بتقف قدامهم، ليحيى يحط يده على كتفها بخفة ويقفل المسافة بينهم.)
يحيى (بصوت مليان رجولة وطمأنينة): خدي بتك يا مراة عمي وما اشوفش وشكم اهنا ثاني نادين دلوقت مراتي وكل حاجه بتحصل اهنا غلط واللي هيزعلها هزعله واللي هيقهرها هقهرة؟!
(جميلة وأمها بيتراجعوا شويه، وشوية من الغضب بيدوب قدام حزم يحيى.)
نادين (بتتنفس بصعوبة، دموعها بدأت تنزل): انا مش عارفه اقولك إيه يا يحيى انا حاسه بالأمان دلوقتي وانا معاك لو اي حد غيرك كان هيصدق الفيديوهات اللي هو شافها بس انت ما صدقتش ليه ليه ما صدقتش وانت عارف ان انا كان عندي صور مش حلوه؟!
يحيى (يمسك يدها بخفة، يبتسم): علشان انتي مليحه من جواكي وانا خابر انك ما فرطتيش في حالك
مفيش أي حد هيقدر يلمسك طالما ما أنا جنبك. الماضي كله مش مهم… المهم إنك دلوقت قوية، وإن ربنا ويانا.
(يحيى قاعد جنب نادين في البيت بعد ما حصل كل اللي في البلد والكل نايم وهو دماغه شغاله
و نادين قاعدة جنبه، عيونها مليانة دموع وقلق)
يحيى (بصوت هادي ورايق، لمس إيدها بخفة):
مالك يا ست البنتا؟
نادين (بصوت متقطع):
أنا… خايفة يا يحيى… الناس كلها بتتكلم…وانا بقيت فرجه للناس كلها مش عارفة أعمل إيه هو انا فعلا كنت غلطانه لما كنت بطلع على التيك توك وكنت بهزر واضحك على الناس هو فعلا الناس شايفاني وحشه قوي كده…
يحيى (بنبرة حازمة وراقة في نفس الوقت):
اسمعي يا نادين… طول ما انتي وياي… محدش يقدر يلمك والحصل ده مش هيغير اي حاجه في مكانتك عندي ما تزعليش حالك وموضوع الناس شايفاك عفشه ايوه كانوا شايفينك اكده بس شويه شويه هيشوفوكي من جوه؟!
(يحيى بيقرب منها، يحط إيده على كتفها بحنية)
يحيى:
انتي دلوقت بين إيدي… وانا مش ههملك ولا همل أي حد يجرحك فاهمه؟
نادين (بصوت مكسور، وعيونها مليانة دموع):
بس يحيى… أنا خايفة… كل اللي بيحصل… ممكن يبعدني عنك…
يحيى (يحيى بتفاجئ بكلامها وبيبتسم ازاي هي قالتله كده او الكلام ده طلع منها غصب عنها قال بصوت رجولي ): انتي خايفه تبعدي عني ؟؟؟!
نادين وهي مكسوفه جداً وبتقول: انا مش قصدي انا قصدي يعني انا لو مشيت من هنا ممكن يحصل مشاكل اكثر فعشان كده بقولك يعني؟؟
يحيى وهو بيطبطب عليها وبيقول:
ما تخافيش… أنا جنبك…ارمي اللي حصل كله ورا ضهرك و أنا وأحمد هنحل الموضوع ده. وما فيش حد هيقدر يقربلك ولا ولا يضرك واصل طول ما انا عايش !
(نادين تبص له وهي بتترعش وقلبها بيدق بسرعة وبتحس لاول مره بالامان والحب والدفء اللي عمرها ما حسيته مع ابوها وامها وهم عايشين اللي كان على طول بينهم مشاكل واخرها ختم بموت ابوها وجواز امها من راجل غريب وهي فضلت لوحديها ما بقتش تثق في حد)
نادين: أي حاجة تقولها هاعملها…
يحيى (بيمسك إيدها بخفة وعيونه فيها دفء ورومانسية):
طول ما ربنا محافظ عليكي… ومحدش يقدر يلمسك… انتي ملكة في حياتي… وماضيك ده مفيش له أي قيمة عندي فاهمه يا بت عمي بس رايدك تتغيري…
(نادين تبكي من غير ما تحس، ويحيى يمسح دموعها بحنية ويحضنها بخفة صوت قلبها بيدق جامد لدرجه ان يحيى بدا يسمع صوته وعنيها اللي كانت بتدور على الأمان ما لقيتهوش غير في حضنه )
يحيى اخذ نادين وطلع اوضتهم وبعد ساعه تقريبا تليفونه رن وكان احمد اخوه اللي على التليفون يحيى رد عليه بلهفه وهو كان قلقان جدا لان احمد كان رايح علشان يخلص حوار نادين.
يحيى بخوف وقلق قال:
ألو… ايوه يا أحمد سويت ايه؟
احمد بصوت عالي وعصبيه:
يا حاج يحيى… الموضوع كبر ولد عمك… عمل مشاكل مع المطاريط بتوع الجبل.و الناس كلها متوترة، والمطاريط زعلانين قوي … بيهددوا بالرد على كل حاجه عملها ولد عمك هو خلص على واحد منهم…
يحيى (بهدوء لكنه حازم):
فهمت… ما تقلقش… هنتصرف بعقل خلاص يا احمد نروح بكره ان شاء الله ونشوف مين اللي ورا الحكاية دي ونخلص كل حاجه مع كبير المطاريد بس نزول البلد لا يمكن يحصل ده على جثت'ي؟؟
أحمد: تمام يا شيخ يحيى انا وياك في كل حاجه وان شاء الله ربنا يحلها من عنده؟!
يحيى:
شوف يا أحمد… طول ما أنا اهنا… محدش يقدر يلعب علينا ولد عمك ده لازم يتعلم إن أي خطوة غلطه… هتكون ليها نتيجه واعره وما تنساش موضوع نادين اعرفلي كل حاجه وكيف الصور دي تفبركت وكيف اتوزعت على اهل البلد اوعى تنسى يا احمد؟!
أحمد:
تمام يا يحيى…هسوي كل حاجه كيف ما انت رايد يا اخويا!
(يحيى ياخد نفس عميق، يركز، وبص للسماء شوية وكأنّه بيطلب ان ربنا يصبره على كل حاجه هو عايش فيها ويدي له حكمه من عنده علشان يقدر يدير الامور )
يحيى:
اللي هيحاول يضر حد من عيلتي… أو يمس مرتي هيشوف اللي عمره ما شافه قبل اكده؟!
اما عند نادين فراحت زينب اخت يحيى الصغيرة خبطت على الباب وقالت: افتح يا نادين يا خيتي
نادين وهي بتحط الطرحه على شعرها ورايحه اتجاة الباب وبتقول: نعم يا زينب عايزة ايه؟!
زينب: في ست تحت بتقول حديت واعر قوي وبتقول ان هي لازما تقابلك هي ست كبيرة في السن بس لابسه لبسه عفش قوي كيف بتوع البندر؟!
نادين باستغراب: طب وانتي ما تعرفيش هي مين يا زينب وليه جت او عايزيني دلوقتي؟!
زينب: والله ماخابرة يا خيتي هي قالت انا رايده نادين علشان في حاجه مهمه قوليلها اللي من د.مك عمره ما هيهملك واصل؟!
نادين بصدمه: معقوله هي جت هنا إيه البجاحه دي ؟؟!
↚
(نادين واقفة عند باب البيت، ووشها متغير، عينيها متجمدة على الست اللي قدامها… ست لابسة لبس مبهرج وملفت جداً للنظر وعلى وشها مكياج تقيل، صوتها مليان خبث وغرور وهي بتبص لنادين)
سمر (بابتسامة بسخريه وهي بتبص لبنتها من فوق لتحت وبتقول): مش ناويه تقوليلي ادخلي يا ماما ولا إيه نسيتي أمك يا نادين؟!
نادين (بصوت مبحوح ودموعها على خدها):
أمي؟! …هو انت لسه فاكره ان عندك بنت اصلا ؟! امي ايوه امي اللي رمت بنتها بعد موت جوزها بأيام وجريت ورا
راجل متجوز وعنده عيال واتجوزته ودمرتله حياته وسابتني وما عبرتنيش من يوميها جايه دلوقتي تقوليلي أمك ؟!
سمر (بتضحك ضحكة عالية، فيها استهزاء وهي مش طايقه بنتها وبتقول):
يا سلام… هو أنا أول واحدة تتجوز بعد جوزها ما يمو'ت يا ست نادين ؟! أنا لسه صغيرة… كان لازما أعيش حياتي ولا انتي عايزاني ادفن نفسي ورا ابوكي ولا اقعد جنبيكي انا كنت مطمع لناس كثير كنت لازم انا اعمل كده؟!
نادين (بتشهق ودموعها بتنزل بحرقة وهي بتقول):
أنا بنتك ما كانش ليا حد غيري
إزاي ترميني؟ إزاي تسيبيني لوحدي وما تفكريش غير في نفسك انتي انانيه؟!
سمر (ردت عليها ببرود شديد وقالت): أنا كنت عايزة أعيش وأتهنّى وأهو ربنا كرمني براجل يصرف عليّ… بدل ما كنتش لاقيه حد يصرف عليا بعد المرحوم وعمك ما اديناش حاجه وانتي اتجوزتي وقعدت هنا وانا قلت اجي لحقك انتي بنتي برده اطلعك من اللي انتي فيه؟!
(نادين بتنهار وبتقع على الأرض، وبتبكي بقهر وصوتها بيتقطع وهي بتقول): ما لحقتنيش ليه وانا كنت في وسط ناس ما ينفعش ابقى في وسطينا؟! ما شفتنيش ليه وانا طول عمري كنت لوحدي ما جيتيش مره خدتيني في حضنك وحسستيني إني بنتك
حتى يوم ما كانوا بيتريقوا عليا وأنا صغيرة محدش وقف جنبي… كنت محتاجة كلمة منك… محتاجة حضنك…للأسف ما لقيتكيش
كنت شايفه ان اي حاجه بتحصل معايا عادي
وده كان بيكسر جوايا حاجات كثيرة جداً راحت وعمرك ما هتقدري ترجعيها تاني !
سمر (وهي بتبص لها ومش فارقه معاها اي حاجه من اللي هي بتقولها خالص بتجيب من الآخر وبتقول):
ودلوقتي… بقيتي مرات الشيخ يحيى، والفلوس بقت معاكي زي الرز بس انا عارفه ان انتي مش عايزاه فجيتلك يا حبيبتي علشان جيت علشان اخلصك من القرف ده كله؟!
(نادين تبص لها بانكسار، ودموعها مغرقة وشها، صوتها كله وجع وهي بتقول): قولي بقى من الآخر انتي جايه علشان الفلوس اللي ما قدرتيش تاخديها زمان عايزة تاخديها دلوقتي بحجه جوازي من يحيى صح؟! وانا اللي فاكرة انك جايه تسالي على بنتك تشوفيها عايشه ولا مي.ته ولا إيه اللي حصلها قلت اول ما تشوفيني هتقوليلي وحشتيني بس للأسف اللي فيه داء عمره ما هيبطله؟!
سمر (بترفع حواجبها وبتضحك بكل استهزاء وبتقول): كفايه اللي انا افتكرتك بعد الفضائح اللي عملتها لنا على كل مواقع التواصل الاجتماعي باللبس اللي انتي كنت بتلبسيه وطريقتك المستفزة؟!
(في اللحظة دي يحيى بيدخل بسرعة، عينيه كلها غضب وهو شايف نادين مرمية على الأرض قدام امها وباين عليها ان هي متضايقه جدا وبتبكي على خيرها ومنهارة)
يحيى (بصوت عالي، مليان رجولة وحزم قال): انتي مين يا ستي انتي وإيه اللي دخلك اهنا وكيف تتحدتي اكده مع مراتي؟!
نادين (تبص له وهي بتبكي وبتقول): دي الست اللي ولدتني يا يحيى اللي فاكره نفسها امي؟!
سمر (بصوت مستفز):
أيوه يا شيخ… أنا أمها… وجيت آخد حقي واخد بنتي معايا مش هسيبها لكم هنا ثاني لان مكانها مش هنا وسط الفلاحين!
(يحيى بيقرب منها بخطوات تقيلة، عينيه كلها غضب هو بيقول):
حق إيه؟! حق الأمومة اللي بعتيه يوم ما سيبتي بنتك لوحدها ورحتِ تجري ورا راجل تاني وجوزك ما كانش مكمل سبوع م-يت؟!
حق إنك تكسري قلبها وتخليها تعيش طول عمرها يتيمة الأم و أمها عايشة اعقل حديتك يا ستي انتي والفلاحين اللي مش عاجبينك دول اشرف منك مليون مرة؟!
(نادين تبص ليحيى، وقلبها بيتفطر وهي شايفه ان الأول مره في حياتها يكون عندها سند بجد في كل حاجه بقى بيدعمها وده البني ادم اللي هي كانت بتكرهه ومصممه ان هي تسيبه )
فجأة أمها بتضحك بسخرية وتقول:
يا بنتي بلاش تمثلي عليا دور الضحية! إنتِ فاكرة نفسك إيه؟ أنا عملت إيه غلط؟ابوك اتجوزني ومات وكان لازم ابدا حياتي ادفن نفسي معاه لقيت اللي يصرف عليا ويعيشني إيه العيب في كده!
وانتي ما تعمليش الغلط وترميه عليا انتي بقى عندك اللي بيطبلك علشان كده بقيتي بتفردي ريشك على امك؟
نادين تبص لها بصدمة وبتقولها:يحيى عمره ما طبل لحد هو بيقول الحقيقه اللي انتي مش حابه تشوفيها ولا تصدقيها
إزاي قلبك جمد كده؟ إزاي ما سألتش عني ولا حتى فكرتي أنا عايشة إزاي وكمان بتلوميني
على خطا انا عملته بسببك ونسيتي انتي عملت فيا إيه ؟
سمر بتقرب منها وبتبص لها باستهزاء وبتقول :
هو أنا ناقصة همّ؟ أنا عايزة أعيش حياتي زي اي ست؟ وبعدين إيه يعني؟ما هو انتي كبرتي واتعلمتي… مش ناقصاكي حاجة جايه دلوقتي بتتكلمي وتنكشي في الماضي ليه ما اللي حصل حصل…
نادين بتنهار وتصرخ وهي ماسكة راسها:
لأ ناقصاني كل حاجة… ناقصاني حضنك، ناقصاني انك تاخديني في حضنك وتواسيني لو في حاجه و ناقصاني إحساس إني ليّا أم! انتي مو'تيها وهي عايشه ؟؟!
يحيى (بصوت عالي عامل زي جمرة النار قال ):
إخرجي من هنا… إنتي ما تستاهليش كلمة "أم"ما اشوفكيش قريبه من نادين واصل
سمر بتزعق وبصوت عالي وبتقول: شايفه يا نادين جوزك بيعاملني ازاي ماشي يا شيخ يحيى
هتشوف في الآخر هتحتاجني ولا لأ…
نادين بتنهار وتبكي بقهر في حضن يحيى، وهو بيحتضنها بقوة ويهمس لها بيقولها بهدوء وحنان: اوعي تزعلي حالك علشان حد ما يستاهلش دمعتي غاليه وانا عمري ما ههملك واصل حتى لو الدنيا كلها ضدك انا هكون وياك يا بت الغالي؟!
سمر أول ما لقيت ان هي خلاص هتخسر حبه تجر ناعم اما شافت بنتها قربت من يحيى وكانت مستغربه جدآ الموضوع لانها كانت عارفه ان نادين مش أي حد يقدر يسيطر عليها قالت:
يا نادين… إنتي مش عارفة أنا قلبي واجعني قد إيه… يمكن زمان غلطت، يمكن كنت صغيرة ومش فاهمة، بس دلوقتي… نفسي تعيشي معايا… نفسي نرجع لبعض زي زمان وتيجي تعيشي معايا في القاهرة وتنسي الصعيد خالص إيه رايك يا حبيبتي انا مش قادرة اشوفك بالمنظر ده لبس المقرف اللي انتي لابساه ليه عملت في نفسك كده يا بنتي؟!
نادين بترفع عينيها لها بدموع وهي مش مصدقه تغير الاحوال بتاع امها اللي كانت من شويه بتقول كلامه و دلوقتي بتقول كلام ثاني حسيت ان الموضوع بدا يتغير وان في ان ردت عليها وقالت :
أنا كبرت يا ماما لوحدي ما كانش في حد معايا واما كنت معايا وهو ابويا عايش كنت على طول لا في النادي لا في حفلاتك وابويا دلوقتي خلاص عند ربنا
وانا دلوقتي ما ليش طلوع من هنا لان ده بيت عمي وبيت جوزي ما ينفعش اطلع منه خالص لحد ما ند'فن في التربه ابويا؟!
سمر فضلت تتمسكن اكتر وقاعد جنبها ومسكت ايديها وهي بتعمل نفسها طيبه وبتقول:
لأ يا حبيبتي، إنتي لسه محتاجة حضني… ويحيى ده مهما كان مش هيعرف يديكي اللي أنا أديهولك… تعالي معايا… خليني أصلح غلطتي…
نادين تبص لها وبتقولها بخوف: انتي عايزاني اسيب جوزي وبيتي واجي معاكي؟
سمر بتضحك بسخريه وفيها كبرياء بتقول:
جوزك ازاي يا ناديني انا عارفه اللي فيها يا حبيبتي هو ده اسمها جوازة ده مجرد راجل صعيدي وانتي بنت متطورة ومتحضره ازاي تعيشي هنا وكمان انا عرفت كل اللي حصل معاكي هنا في البلد يعني ما ينفعش تعيشي بعد اليوم ولو على الجواز وعايزه تتجوزي تعالي عيشي معايا وانا هجيبلك اكبر رجل اعمال في القاهرة وتتجوزيه يا حبيبتي بس سيبك من القرف بتاع الصعيدي وتعالي معايا وانا هخليكي تعيشي متهنيه…
نادين بتبعد عنها وبتقول بصدمه: والله انتي عمرك ما هتتغيري انا عرفت انتي عايزه تعملي ايه انتي عايزه تاخديني معاكي القاهرة علشان تبيعيني اللي يدفعلك اكتر انتي مش هتتغيري انتي الفلوس بالنسبه لك هي كل حاجه وبنتك مش مهم حرام عليكي بقى اعتقيني وسيبيني في حالي؟!
سمر بتبص لها وعامله نفسها غلبانه وهي اصلا بتدبر المصيبه كبيرة قالت:
بيع إيه؟ أنا بديكي فرصة ذهبية… إنتي غبية لو فضلتي هنا… وأنا ما ينفعش بنتي تضيع وسط الناس دي. لو مش عاجبك اللي انا قلته لك انا غلطانه يا بنتي وهمشي من هنا ومش هتشوفي وشي ثاني!
(يحيى واقف قدام سمر، وقال بنبرته كلها نار وصوته مليان رجولة ونادين حضناه بخوف وهي مطمنه جداً وهي في حضنه وحست ان قلبها مسنود عليه )
يحيى (بصوت مليان غضب وهيبه قال ):
اسمعي كويس يا ست… نادين مراتي، وأنا جوزها، وما ينفعش اللي انتي قلته لها ده لو حد غيرك كان قالوا ما كنتش هسكتله واصل بس للاسف انتي امها
واللي بيني وبين مراتي محدش ليه دعوة بيه… لا إنتِ ولا غيرك فاهمه؟!
(بيقرب منها بخطوة تقيلة، ووشه قريب من وشها وصوته بيجلجل البيت وبيقول):
نادين من النهارده ليّا أنا وبس…ما ينفعش راجل يشوف وشها غيري انتي فاهمه واللي في دماغك إنك تبيع وتشتري فيها طلعيه من دماغك خالص علشان انا مش هعملها لواحدة كيفك ؟!
يحيى (بيشاور لها على الباب بحدة):
إسمعيني بقى انا باقي على عضم التر'بة
وأنتي ما لكيش مكان اهنا وسطينا اطلع بره من غير مطرود؟!
(سمر بتحاول تفتح بقها بكلمة، يحيى يقطعها في الكلام بصوت صارم زي السيف):
كلمة كمان هتخليكي تندمي إنك جيتي حدانه او حاولتي تقربي من حاجه تخصنا !
(سمر تبص له بغل، لكن عينيها فيها لمعة خبث واضحة إنها بتدبر، وتقول بصوت واطي فيه سم):
ماشي يا شيخ يحيى… خليك فاكر كلمتك دي… الليالي دولاب، واللي جاي مش زي اللي فات؟
(بتلف وبتخرج من البيت وتبص لهم بنظرات سامه
و يحيى بيبص لنادين وبيرفع وشها بين إيديه ويقول بصوت ثابت وحنون):
إنتِ وياي… ومش هتطلعي من داري ولا من حضني… لو الدنيا كلها وقفت ضدنا.
(سمر وهي خارجة من باب البيت،و تبص ليحيى ونادين بابتسامة بااااردة كلها خبث، وبعدين تقول في نفسها ):
يا نادين… شكلك نسيتي إن اللي خلّفك يقدر يدمرك… وإنتِ مش عارفة انك في ايدي ؟!
(الباب بيتقفل وراها بقوة، ونادين تبص ليحيى بعيون مليانه رعب وايديها بترتعش وهي ماسكه في هدومه ): مش هتسيبني يا يحيى هي مصممه تدمرني زي ما دمرتني وانا صغيرة زي ما عملت في ابويا المصيبه دي مش قادره انساها لحد دلوقتي هتعملها فيا؟!
↚
نادين (بدموع وبتبص في الأرض):
ـ ليه تعمل فيا كده… دي أمي برضه! إزاي تبيعني وتسيبني بالطريقة دي وكمان بتهددني مش كفايه اللي عملته فيا طول عمري حرام عليها بقى؟
يحيى (بيقرب منها ويحط إيده على كتفها ويقولها بهدوء وحكمه):
ـ اسمعيني يا نادين… اللي باعك مرّة يبيعك ألف ومش هتفرق معاه ما تبكيش على حد ما يستاهلكيش حتى لو كانت امك كل اللي بينك وبينها صله الرحم لو هي محتاجاك هتكوني جنبيها ومش هقدر امنعك عنها علشان دي امك ورحمك مهما سوت فيك معلش استحمليها؟!
نادين (بتنهار وبتقوله وهي بتخبط في صدره بضعف):
أنا ماليش حد يا يحيى… حتى هي راحت وسابتني كل اللي بحبهم سابوني ليه ليه بيحصل لي كده!
يحيى (بيضمها لصدر اكثر وبيقول بحنيه):
ـ لأ… ليكي. أنا اهنا وامي هي امك واخواتي البنات اخواتك احنا اهنا اهلك خلاص يا بت عمي، انسي اللي راح وما تفكريش الا في المستقبل؟!
نادين (بترد وهي في حضنه، بصوت متقطع وبتقول):
ـ أنا تعبت… مش قادرة أتحمل أكتر من كده خلاص ما بقاش في طاقه!
يحيى (بيمسح دموعها، ويبصلها بثبات وبيقول):
كفاية دموع يا نادين إنتي جامدة ما تسويش في حالك اكده… وأنا مش اهملك تواجهي الدنيا لوحدك تاني انا هكون وياك علشانك اكده ما ينفعش تخافي طول ما انا موجود في حياتك؟!
نادين ( بتبص في عينيه وهي منهارة وبتقول):
ـ طب ولو سابتني؟ أنا هعيش إزاي؟
يحيى (بصوت هادي لكنه واثق قال): ما تقوليش اكده لانك هتفضلي طول عمرك عايشه ويانا
وهتعيشي مرفوعة الراس… وسط ناس بتحبك وتخاف عليكي. صدقيني، الليلة دي هتكون آخر مرة تبكي فيها من الوجع والخيانة وفي دار الحج عمران ما فيش دموع تاني؟!
نادين (بتتنهد وتقول بهمس):
ـ نفسي أصدقك؟
يحيى بيقول بحب وثقه: خليكي واثقه فيا وانتي هتصدقي كل حاجه بقولها ومش رايدك تبكي تاني الدنيا مش مستاهله؟!
يلا بقى روحي اقعدي مع البنات وامي لحد ما اطلع الجبل اشوف المشكله اللي عاملها ولد عمي مع المطاريد انتي خابرة اني الكبير ولازما اكون حاضر؟!
نادين (بقلق بتمسك إيده وتقول بخوف): هو انت هتسيبني لوحدي يا يحيى؟
يحيى (بيمسك إيدها التانية ويطمنها ويبوس على راسها ويقول):
ـ مش هتكوني لوحدك. أمي وأخواتي وياكي وبعدين أنا راجعلك والله طوالي بس قولي إن شاء الله ادعيلي بس للموضوع ده يخلص بسرعه؟!
نادين (دموعها مش عايزة تقف وهي بتحاول تبان قويه بتقول):
ـ خلاص… روح. بس أوعى تتأخر؟!
يحيى (بيهز راسه بابتسامة خفيفة):
عشان خاطرك، هخلص بسرعة ما تقلقيش بقى همليني؟!
(بيسيبها وهو بصص لها آخر نظرة كلها طمأنينة، ويمشي بخطوات واثقه ويروح المجلس اللي عامله مع مطاريض الجبل علشان يحل المشكله)
(في المجلس كان عامر كبير المطاريد قاعد ومعاه مطاريض الجبل وفي ناس كثيرة من البلد والجو مليان عصبيه والكل كان قاعد متضايق)
الشيخ عبد الحكيم (من كبار البلد، بصوت مليان غضب قال):
ـ ما يصحش اللي بتسووه يا ولاد، البلد دي ليها حرمة ما ينفعش تطلعوا وتدخلوا كيف ما انتم رايدين!
عامر زعيم المطاريد (بلهجة مليانه تحدي قال):
ـ واحنا لينا حق عندكم… الأرض دي بتاعتنا، وانتو خدتوا خيرها وسايبنا جعانين وما تنسوش ان انتم اهلنا وناسنا واحنا ما فرقناش وياكم قريبين تسيبونا جعانين وتمتمه باخر حاجه ولدكم اللي جه علينا وسوى اللي ما يعجبش حد واصل؟!
(بيدخل يحيى بخطوات واثقة، السلام بيسبق حضوره. وبيسلم عليهم ويقعد في النص)
يحيى هو بيتكلم بمنتهى الاحترام قال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… إهدوا أكده يا رجاله ما فيش حاجة بالخصام تتحل ولا بالمشاكل!
زعيم المطاريد عامر(يبص له بشك بيقول): ما ولد عمك اللي عمل العمله دي يا شيخ يحيى يا امام الجامع يا اللي مش قادر توقف اهلك وناسك ؟!
يحيى (بهدوء ورجولة): علشان اكده انا جيتلك لحد اهنا يا معلم عامر لان ربنا قال في كتابه المجيد بسم الله الرحمن الرحيم: فأصلحوا بين أخويكم) واحنا اخوات ما ينفعش نزعل من بعضينا؟!
عبد العزيز ابن عمي يحيى قال:
ـ بس يا يحيى، هما اتعرضوا للغفر وكانوا هيولعوا في الزرع !
زعيم المطاريد (بيضرب على الترابيزه وبيقول):
لو ما أخدناش حقنا، نولّع الدنيا كلها مش شويه زرع!
يحيى (يبص له بثبات، صوته واطي لكن مليان قوة):
ـ طيب يا خويا… إيه هو حقك؟ قول قدام الناس وانا هجيبه لك بس لو لينا عندك حق هناخده برده قبل ما نمشي؟!
زعيم المطاريد (يتلجلج شوية،وبعد كده بيقول):
رايدين أمان… ورايدين ناخد جزء من الغلة اللي من أرضنا من بعد ما ترمينا في الجبل وكل الارض بقت للبلد واحنا ما بقيناش منها رغم إحنا من اهلها وناسها؟!
شيخ البلد بيتكلم ويقول:
الأرض ليها أصحاب كيف رايدين تاخدوها ؟
يحيى (بيرفع يده كإشارة للسكوت كله بيقول):
ـ اسمعوني… مش هنخلي الفقر وقله الاكل تتغلب عليكوا علشان تسوي الأفعال دي كلها
نعمل لجنة من أهل البلد تشوف مين ليه حق ومين مظلوم. واللي ليه حق والله ما حد يقدر يمنعه عنه وليكم في الغله وليكم في الوكل والشرب لاننا كلنا بشر ولازما نراضي بعض هو في الاول ولا في الآخر إحنا اهل؟!
زعيم المطاريد (بصوت متردد):
ـ وانت تضمن الحديت ده يا شيخ يحيى؟
يحيى (بحزم):
ـ أضمن… قدام ربنا، وقدام رجالة البلد دي. بس بشرط، توقفوا الأذية والبلطجة والا البلد كلها تقف ضدكم وانا اولهم ؟!
(الكل بيسكت و المطاريد يتبادلون نظرات. ويحيى يبصلهم بعين واثقة.)
مسعد من مطاريد الجبل قال بصوت هادي: الشيخ يحيى معروف بصدقه قدام الناس كلها واحنا نشهد له وما لوش اي مصلحه انه يكذب في حاجه كيف اكده احنا وياك يا شيخ يحيى!
زعيم المطاريد (بيتناهد ويهز راسه ويقول): خلاص انا اديتك كلمه وهنوقف عن الاذيه العداوة؟!
يحيى (بابتسامة رضا قال):
ـ جزاكم الله خير. هو ده اللي يرضي ربنا… ويريّح قلوبنا؟!
(الرجالة بيهللوا ويقولوا "الله أكبر" و"بارك الله فيك يا شيخ
يحيى بياخد نفس عميق وهو مطمئن إن الدم مش هيسيل مره ثانيه)
(نادين قاعدة في
الاوضه وشها لسه باين عليه التعب. أخوات يحيى قاعدين حواليها، بيحاولوا يفتحوا معاها كلام.)
ساميه (اختي يحيى الكبيره في البنات قالت بابتسامه هاديه):
ـ مالك يا نادين؟ شكلك مهمومه يا خيتي خير صار لك حاجه؟!
نادين (تبتسم ابتسامة باهتة):
ـ لأ… مفيش. يمكن تعبانة شوية بس او مرهقه؟!
زينب (وهي بتقرب منها وبتقول بحنيه):
ـ انتي مش غريبة عنّا يا نادين… اعتبرينا أخواتك. اللي في قلبك قوليلنا.
نادين (بصوت متردد وهي بتقول بحزن):
ـ أنا… حاسة إني دخيلة هنا وانتم مجبور انكم تستحملوني علشان خاطر يحيى وعلشان خاطر وصيه عمي ويحيى نفس الموضوع؟!
ساميه (بتمسك إيدها وتضحك بخفة):
ـ دخيلة إيه بس؟ ده انتي نورتي الدار كلتها والله من يوم ما دخلتي وإحنا اعتبرناك اختنا الرابعه؟
نادين (تدمع عينيها من غير قصد):
ـ بجد؟ إنتو شايفني اختكم يعني انتم مش متضايقين من وجودي؟
زينب (بحماس):
ـ أيوه طبعًا! ايوه وكمان اصبري ده انا هتلاقيني روشاكي بستلف منك طرحه النهاردة جلابيه بكره عبايه شويه بلوزة خليكي تزعلي مني وتقولي بلاش منها اخوه؟
(الكل بيضحك، الجو يخف.)
(أم يحيى بتدخل وهي شايلة صينية فيها شاي)
أم يحيى (بصوت هادي): قلت اسوي شاي واجي اشارككم القاعدة الحلوة دي بتسوي إيه يا بناتي ؟!
نادين (بتقوم بسرعة عشان تاخد الصينية منها وتقول): شكرا يا مرات عمي هاتي الصينيه عنك ؟!
أم يحيى (تبصلها برقة، وبتحط الصينية على الترابيزة وتقول):
ـ لا يا بتي، اقعدي. إنتي كيف بناتي بالظبط والله ومعزتك في قلبي كيفهم بالظبط ما تفرقيش عنهم حاجه يا بت الغالي ؟
نادين (بتتأثر جدًا بكلامها وتقول):
ـ زي… بناتك؟
أم يحيى (تبتسم، وتلمس كتفها وتقول):
ـ أيوه يا نادين. من ساعة ما دخلتي بيتنا، بقيتي بتي. ولو حد زعلك… يبقى زعلني أنا ده انتي بت الغالي ومرتي الغالي وحته من قلبي انتي لحمي'نا ود'منا يا بتي؟!
(نادين ما قدرتش تمسك دموعها، وتقوم من مكانها وتروح على مرات عمها وتبوس ايديها )
نادين (بصوت مكسور قالت):
ربنا يخليكي ليا يا مراة عمي… أنا عمري ما حسيت بالحنان ده مع امي ولا عمرها عملت معايا اللي انت بتعمليه معايا من وقت ما دخلت البيت ده.
(البنات بيتلموا عليها والجو بيبقى مليان دفا ونادين بتحس لاول مره إنها مش وحيدة انها في وسط بيتها وعيلتها واهلها وناسها اللي كانت مفتقداهم وهي عايشه لوحديها في القاهرة)
في القاهرة، بالليل سمر ام نادين قاعدة مع رجل اعمال وهو اسمه رفعت الشناوي على ترابيزة في ركن بعيد، وشكله متوتر)
رفعت: (بصوت واطي)
ـ اتأخرتي ليه انا قلت مش هتيجي وهتهربي زي العادة؟
سمر: (بغضب مكبوت) وانا ايه اللي هيخليني اهرب ده انا جايه لك وجايبه لك مفاجأة معايا؟!
رفعت: المبلغ اللي اخذتيه يا سمر مش قليل ولازما الفلوس تبقى عندي في ظرف ثلاث ايام ودي آخر مهله هديها لك؟!
سمر: (بترفع إيدها وكأنها بتهديه وتقول) استنى واهدى بالله ده انا هديك حاجه اضعاف اضعاف المبلغ اللي انا اخذته منك ده انت اللي هتديني فلوس عليها كمان؟!
رفعت: (بشك)
ـ إزاي يعني؟
سمر: (بتبتسم بخبث وبتقول) هجوزك بنتي نادين ويبقى زيتنا في دققنا؟!
رفعت بيقولوا هو مندهش ومش قادر يفهم ازاي بتقوله كده قال:
ـ بنتك اللي اسمها نادين اللي كانت بتطلع على التيك توك بلوجر صح؟! الناس كلها بتتكلم عن اختفاء مش اتجوزت ابن عمها وبقت في الصعيد دلوقتي ازاي هتجوزها لي؟
سمر: (بسرعة)
ـ أيوه، هي البنت دي غالية عنده قوي واللي عايز ياخدها يدفع فيها كثير هديها لك بس تنسى موضوع الفلوس وهساعدك تاخدها وانا عارفه انك عينك منها من زمان!
رفعت: (بيفكر لحظة، وبعدين يضحك بخبث) تمام موافق على الصفقه دي البنت حلوه وعجباني انا مش هعمل حاجه غير انها تجيلي لحد عندي الجواز هيكون عرفي تمام؟
سمر: (بحدة) متجوزها زي ما انت عايز بس اسمع… أنا مش عايزة أي حد يعرف إن ليّا دخل بالموضوع. البنت تتاخد من غير ما اسمي يتجاب.
رفعت: (يهز راسه بثقة) هو انتي عايزاني اني اخطفها يا سمر في إيه انتي اتجننت ؟!
سمر: لو انا بقيت موجودة وتعرفت الموضوع كله هيتقفش وكل حاجه هتبوظ بس لو انت عملتها من بعيد لبعيد ما فيش حد هيعرف؟!
رفعت :تمام يا سمر هبعت الرجاله يخلصوا الشغل من غير ما حد يعرف !
سمر: (قالت بصوت بارد مليان جشع)
خلص الموضوع بسرعة… قبل فرح نادين من يحيى علشان تذوق البسبوسه وهي طازة؟!
رفعت: ماشي يا سمر يبقى لك الحلاوة ولو الموضوع ده خلص؟!
قدّام بيت يحيى بالليل. الجو هادي، نادين خارجة من البيت مع يمنى أخت يحيى عشان يشتروا حاجة من بره فجأة عربية نص نقل بتوقف قدامهم)
يمنى: (اول ما شافت العربيه قالت باستغراب) إيه العربيه دي كلها وايه اللي جابها اهنا حدانا وليه واقفه قدام الدار؟
نادين: (بقلق)
ـ مش عارفة… يلا نمشي بسرعة علشان انا خفت يا يمنى يلا بسرعه.
(بينزل منها ٣ رجالة،ملثمين وبيروحوا التجاهل)
الراجل الأول بيروح على نادين وبيقولها: يلا بسرعه من غير صوت علشان ما تندميش وانتي يا بت ارجعي ورا علشان ما اخدكيش انتي كمان معاها؟
نادين: (وهي بتصرخ على خيرها ومرعوبه قالت)
ـ إنتو مين؟ عايزين إيه؟
يمنى: (بتزعق فيهم بغضب وبتقول)
ـ إبعدوا عنها! دي مرات أخويا ما حدش يقرب منها تعالي يا خيتي!
الراجل التاني: (بيزق يمنى لورا وبيقولها ) بقولك ابعدي يا بت علشان ما اشو'هش وشك دلوقتي؟!
نادين: (تصرخ هي بتقول)
ـ يحيــــــــــــــى!
↚
يحيى راكب عربيته بسرعه ونزل منها قدام البيت الكبير وملامحه باين عليها التعب لكن عينيك المليانه لهفه بعد مكالمه التليفون اللي جاتله من احمد اخوه وبلغوه فيها بخطف نادين
أول ما فتح الباب البيت، بيسمع صوت عياط أخته يمنى وهي قاعدة ودموعها مش سايبه مجال الكلام وعيونها الحمراء من كتر البكاء وام يحيى كانت واخداها في حضنها بالطبطب عليها.
يحيى ( وهو مصدوم بيقول): كيف صارت اكده يا يمنى؟
(بتقوم يمني بسرعة، تجري عليه وهي بتعيط وبتقول له):
يا يحيى... يا اخويا.. مراته يا يحيى... نادين اتخطفت قدام عيني وما عرفتش اسويلها حاجه يا اخويا!
(يحيى بيتجمد مكانه، كأنه حجر. عينه تلمع بنار، ويبعدها عنه بشويش، وبيمسك وشها بيديه الاتنين وهو بيقول بصوت زي الرعد خلي البيت كله اترعب من صوته قال): كيف اتخطفت من الدار اهنا ومين يقدر يمد ايده على مرات يحيى ولد الحج عمران؟
يمنى وهي منهارة في البكاء وبتقول:
كانوا ملثمين... خطفوها بالعربية وأنا واقفة... ما لحقتش اسوي حاجه يا اخوي كنا رايحين نجيب شويه حاجات من بره وهي كانت رايده تتمشى!
(يحيى بيسكت لحظة، ملامحه تتحول من الصدمة لغيرة وغضب راجل صعيدي بيخاف على مراته وعرضه مش قادر يخبي وجعه ولا قادر يسكت وهو واقف في نص البيت والكل كان قدامه بيقول بصوت جهوري):
اسمعوني كلكم... اللي مد إيده على مراتي... والله العظيم ما هتشوفوا له جنازة ولا عزاء... ده هيبقى عبرة لكل اللي يفكر يمس شرفنا ويهوب ناحيه اهلي وداري؟!
احمد :يحيى انا بلغت القسم يا اخوي وهم دلوقت بيتبعوا تليفون نادين وشويه اكده هيجي لنا مكانها اصبر يا اخويا هنعرف مكانها واللي سوا اكده هيتحبسوا وهنعرف مين اللي وراهم؟!
(يحيى بيقترب منه،و يقف قدامه، عيناه ومشتعلة.)
يحيى: في إيه ياض أنت نسيت ان احنا صعايدة واللي واللي يهوب ناحيه شرفنا ما ينفعش نهمله واصل ومن ميته واحنا بنلجا للقانون يا احمد أنت خابر اخوك واعي ويقدر يسوي كل حاجه؟ كان فين القانون وكان فين قسم الشرطه بتاعك وقت ممرتي اتخطفت من قدام الدار؟!
أحمد بيشوف النار في عيون يحيى، ويعرف إن الموضوع مش هيقف وان يحيى مش هيسكت غير اما يجيب نادين باي طريقه ويا ريت هتيجي على كده بس باين عليه الحب والعشق وفي عيونه الوجع اللي اي حد ممكن يقراة بسهوله جدا.
يمنى:يا رب... يا رب رجّعها لينا بالسلامة.
( يحيى، ملامحه كلها غضب و دموع محبوسة): والله ما هرتاح غير ومراتي نايمه في فرشتها وارجعها وادفع اللي سوا اكده التمن؟!
أم يحيى بتقعد على كرسي من التعب والبكاء، يمنى قاعدة جنبه لسه خايفه مرعوبه من المشهد اللي شافته قدامها احمد بيطلع التليفون بسرعه وبيبقى متعصب جدآ وهو بيتكلم قسم الشرطه.
أحمد (هو بيتكلم بانضباط وبيقول):
ـ أنا بلِّغت القسم وفتحوا بلاغ خلاص وابعته لي كل اللي انتوا خبرينه؟!
قسم الشرطه/
أنا دلوقت شغال على تتبع رقم التليفون الجهاز بيورّيني آخر نقطة إيجابية قبل شوية — فيه برج قريب أرسل لنا موقع تقريبي.
(بيركز في شاشة موبايله، يقرأ أرقام ويهز راسه)
أحمد :
ـ المكان مش جاي من اهنا بالظبط… البيانات بتقول إن العربية قطعت اتجاه القاهرة بتتحرك بسرعة. إحنا محتاجين نتحرك وبلغ مباحث الجنايات بالمساعده دلوقت رايد فريق كامل ؟!
(يحيى بيسمع الكلام وهو ماسك نفسه بالعافيه و ما بيتكلمش خالص بس كان بيفكر في عقله بيقول):
عقبال ما الحكومه تروح تكون نادين راحت فيها انا اللي هرجع مراتي قبل ما تروح مني؟!
يحيى : انت ظابط يا اخويا وانا بحترمك بس مرتي خط احمر انا اللي هرجعها لحالي قولي لقيتوها وين وانا هروح اجيبها؟!
(أحمد يبص في عين أخوه وهو شايف نار مولعه جواه وان اخوه حاسس ان رجولته اتهنت وده اكتر حاجه كانت برده مضايقه أحمد )
أحمد (بحزم وهو رايح على يحيى وبيقول له):
ـ مش هتروح لحالك يا يحيى. هتروح مع فريق. أنا هنسق مع القسم وكل ما يوصل عندنا خط،هيبقوا ويانا
خطوة بخطوة بس لو حاولت تتهور همنعك مش عشان خايف عليك بس يا أخويا لا كمان علشان خاطر نادين ما يحصلهاش حاجه ؟!
(يحيى بيضحك ضحكة قصيرة ومليانه مرار وهو بيقول): قول من اهنا لبكره انا مش سامع حديت حد
تيجي وياي تمام مش رايد تيجي هروح لحالي؟!
وبعد كده بيروح على امه ويقولها:
ادعيلي يا مايا محتاج دعواتك قوي؟!
أم يحيى (بصوت مكسور وبإيمان قالت): يا رب يحفظك يا ولدي ويحفظ نادين بتي ويرجعكم سالمين غانمين يا رب ويخليكم ليا وما يحرمنيش منكم واصل؟!
يحيى (بيبوس على راسها وبيقول بصوت جهوري): انا رايح خلي بالكم من حالكم وانتم يا رجاله امنوا الدار من كل النواحي؟!
(الرجالة بيقفوا واحد ورا التاني روحوا فعلا يا امنوا البيت الكبير من كل النواحي)
(أحمد بيقفل الموبايل بعد ما أخد منهم المعلومات كلها وعرف يوصل لناديني ازاي.)
أحمد
ـ أنا هبعت عربية من القسم تتبع الطريق السريع دلوقت هنحاول نتعقب الإشارة وننزل على أقرب كمين. أنتو روحوا على المخرج الشمالي من البلد — هناك هنوّزع فرق: مجموعة توصّلكم الطريق، ومجموعة ثانية تبقى احتياطي.
(يحيى بيبص له وبيحرك راسه بالموافقه و مليانه وجع وخوف ولهفه من حد عاشق حاسس بحبها وحاسس بخوف على مراته اللي راحت من ايده في غمضه عيني)
يحيى بعصبيه وهو بيقول:
ـ خلاص، نتحرّك دلوقت ما فيش وقت؟!
أحمد (همس):
ـ خلي بالك من نفسك… وماتتهورش.
يا اخوي وحياه عندك؟!
يحيى (بهدوء قاتل): ما تخافش عليا يا احمد ان شاء الله خير وهرجع مراتي بالسلامه وهدفع اللي سوا اكده الثمن؟!
(العربات تتحرك بسرعة ناحيه الطريق. قبل ما يمشي، يحيى بيرفع راسه ويبص على البيت لانه كان خايف على أمه واخواته البنات بس كان سايب حراسه كثيرة جداً على الباب كان خايف يحصل اي حاجه وهو مش موجود يعني هو كان رايح يدور على مراته وفي نفس الوقت خايف على أهله )
(المكان فيلا فخمة، الإضاءة خافتة. ونادين مربوطة على كرسي، عينيها مغطيين، وصوت أنفاسها المتقطعة بيكشف خوفها. الباب بيتفتح فجأة، وتدخل سمر مترددة، وشها باين عليه التوتر والندم. ورفعت واقف ورا بيراقب كل حاجه وكان مسيطر جدآ على الموقف وبيبص لناديم بخبث )
نادين ( وهي بتحاول تفك نفسها وهي بتفوق وبتقول ):
ماما؟! … إنتي هنا؟! بالله عليكي فكي لي ايدي خديني معاكي شوفي عمله فيا ايه يا ماما كويس ان انتي جيتي تلحقيني !
سمر (بتتجمد في مكانها،وعينيها بتلمع بالدموع وبتحاول ترد عليها
بصوت مليان خوف ومرتعش قالت ):
نادين… يا بنتي… سامحيني. والله ما كان قصدي أوصلك لكده.
نادين (بصدمة، بتصرخ وهي بتقول): إيه اللي انتي بتقوليه ده يا ماما هو انتي ليك يد في اللي حصل لي ؟!
رفعت بيتقدم بخطوات بطيئة، وصوته مليان سخرية:
سمر… أنا أوفيت بالوعد… الدين اللي كان عليكي خلص خلاص وانا اكده اخذت حقها ولو عايزة حاجه قوليلي وانا رقبتي سداده؟!
(نادين بتتشنج وتبص لأمها، ودموعها بتنزل غصب عنها):
دين؟! … يعني عشان شوية فلوس، تبيعيني لواحد زي ده انا بنتك من لحمك ودمك بتعملي فيا اكده يا ماما ولا صح ماما دي خسارة فيك انتي ما تستحقهاش الكلمه دي كبيرة قوي ما ينفعش انها تتقال لواحدة زيك؟!
سمر (بتنهار وتقعد على الكرسي
هو بتقرب من نادين وبتكلم فيها وبتقول ): انا كان آخر حل عندي ده والله يا نادين… هو مسك عليّا حاجات… كان هيسجني وكنت هتفضح في البلد كلها وانا ما قدرتش استحمل خفت والله خفت يا بنتي بس دلوقتي مش قادرة استحمل اشوفك كده وقلبي بيتقطع سامحيني؟!
نادين (بمرارة): الخوف الحقيقي لما تقفي بين ايدين ربنا خفتي على نفسك وعلى سمعتك وما خفتيش على شرف بنتك وعلى بنتك اللي ممكن يعمل فيها اي حاجه المتخلف ده؟؟!
(رفعت بيضحك ضحكة قصيرة ويقرب من نادين، يلمس الكرسي وهي بترتعش وسمر بتمد ايديها فجأة بخوف وتحاول تمنعه )
سمر (بصوت متوسل):
بالله عليك يا رفعت… إديني وقت. سيبها يومين…خليها تستوعب ؟!
رفعت (هو بيبص لها بضيق وبيقول):
الوقت انتهى من ساعة ما دخلت الفيلا. من دلوقتي… هي بتاعتي.
نادين بتصرخ وتحاول تفك نفسها، وسمر بتنهار وتغطي وشها بإيديها. وهي بتقول بصوت مبحوح:
سامحيني يا نادين… سامحيني…
بعد ساعات في الطريق يحيى واحمد وصلوا قدام فيلا رفعت ويحيى كان متعصب جدآ ومصمم يدخل الفيلا بس أحمد كان بيحاول يسيطر عليه ويوقفه علشان هم كانوا لوحديهم والقوة ما كانش لسه جت.
أحمد:
اهدا يا يحيى! خلي الأمور بالعقل… أنا حدتت القوة وهي في الطريق هملني هم هيجوا دلوقتي وهندخل ونجيبهم من غير نقطه دم واحدة؟!
(يحيى يبص له بعينين مولعة، وبيقرب منه ويكلمه بصوت واطي بس زي السيف: انت خابر اخوك زين مش هقدر اشوف مراتي ويا راجل غريب واقعد اهنا استنى حد يلحقها لي هو أنت شايفني مره اياك؟!
(في اللحظة دي البوابة بيتفتح، ويطلع منه عدد من رجالة رفعت مسلحين.)
مسلح: انت وهو لا ترجع مكان ما جيتوا يا اما تستسلموا وترموا السلاح اللي معاكم؟!
يحيى بيضحك ضحكة قصيرة مليانة غضب وبيرفع السلاح ويقول بصوت يزلزل بيه المكان :
الليله دي هخلي تربتكم تنور بيكم اللي لمس مررتي هينام النهاردة في تربته وكل الناس بتموت بيصوتوا عليهم وبيولولوا انتم هيزخرطوا عليكم؟!
في الوقت ده طلع رفعت من جوه وهو ناوي على نيه مش كويسه ليحيى وبيقول : اهلا بامام الجامع ازيك يا هندسه سيبوه يا شباب ده هو جه القضاء يلا بدل ما نادين تبقى مطلقه هتبقى ارمله افرح يا نادين هتودع حبيبك لآخر مره؟!
المسلحين بيبداوا ان هم يدخلوا يحيى واحمد لجوه وطبعا احمد متفق مع القوات بس كانوا متاخرين جدآ عليه بيدخلوا ونادين بتسمع صوت يحيى واحمد وهم بيتكلموا مع رفعت والامل بيبدا يدخل لقلبها ودموع الفرحه بتنزل من عينيها وهي شايفه يحيى داخل عليها.
نادين (بتهمس بصوت مبحوح): انت جيت يا يحيى الحمد لله ما تسيبنيش يا يحيى بالله عليك ما تسيبنيش؟!
يحيى بصوت عالي زلزل به المكان اول ما شاف منظر نادين وهي مربوطه على كرسي قال بكل غضب:
اللي يمد إيده على مراتي… أنا أقطعها من جزورها يا كلاب انا هوريكم مين هو يحيى ولد الحج عمران!
بيزق الرجال المسلحين لورا وبيضرب واحد والثاني بيوقعه بس بيبداوا يهجموا عليه اكثر واحمد بيحاول ان هو يدافع عن اخوه لكن رفعت بيامر الرجاله يربطوه في الكرسي .
أحمد: يحيى اللي هيقرب من اخويا هخلص عليه!
(رفعت بيضحك ضحكة مليانة شر وهو واقف قدام نادين):
هو فاكر إنه هيطلع بيها من هنا؟ لأ… النهاردة هرملك يا نادين! مش هخليكي مطلقة… هخليكي أرملة شفتي انا رحيم ازاي خلصت المهمه وجبت من الآخر!
(يحيى بيوقف مكانه لحظة، صوته يطلع من صدرة زي الرعد):
كلمتك دي هتكون آخر كلمة تنطق بيها يا ابن الحرام يا زباله يا قذر!
(رفعت بيقرب من نادين، وبيمسك وشها بعنف وهي مربوطة، يقول بخبث):
عارفه مين السبب يا نادين في كل اللي حصلدلك وانت يا شيخ يحيى؟
يحيى بعصبيه وغيرة مفرطه هو بيقول: نزل ايدك من عليها يا متخلف يا زباله والله لامو'تك واشرب من د'مك؟!
رفعت بضحكه مستفزة وهو بيقول اهدى كده يا يحيى:
انا ولا كنت عايزك ولا كنت في دماغي اصلا امك هي اللي رميتك ليا وقبضت ثمنك من زمان
هي اللي عرضتك عليا، والنهاردة أنا هاخد حقي وافقت ما وافقتيش انا دفعت كثير وانتي البضاعه يعني من حقي !
(نادين بتصرخ وتبكي على خيرها وهي مش عايزه تسمع الكلام ده ولا قادره تصدقه يحيى بيهجم عليه بعنف وبيبدا يضربه بغل والرجال المسلحين بيحاولوا يمسكوه بكل الطرق بس مش قادرين عليه واحمد بيبقى عايز ينقذ اخوه بس مش عارف يتحرك لانه مربوط في الكرسي )
أحمد (وهو مربوط، بيصرخ): يحيى! خلي بالك منهم! ما تهملش حد يقرب من نادين قوم يا اخويا واحمي نفسك واحمي مرتك!
(رفعت بيضحك وهو ماسك وشه اللي مليان د'م: اتفرجي عليه يا حلوة يلا ودعيله وداعي الأخير انا راجل كريم وهخليكي تبصي له وتملي عيونك من وشه لآخر مره في حياتك!
(نادين بتصرخ على خيرها وهي قلبها بيوجعها وبتقول: لاااااااااا! يحيى!)
(يحيى عينه تحمر من الغضب، صوته يطلع جهوري):
يا رفعت… أنا والله العظيم ما هملك تعيش بعد اللي سويته ورب العزة يا أنا يا إنت في الدنيا دي !
رفعت وهو بيضحك بصوت عالي وبيقول له: يبقى انا اللي هبقى موجود انت خلاص ما لكش عازه؟!
فجاه صوت ضرب النار عالي جدآ ونادين بتصرخ وفجأة بيدخل عليهم اللي ما كانوش عاملين حسابه ؟!
تابع... ؟!
↚
فجاة دخل عليهم صاحب أحمد وهو ظابط شرطه اسمه حسام وبدات الطلقا'ت النا'ريه في الوقت ده في حد من المسلحين ضر,ب على يحيى ط'لقه جت في دراعه يحيى كان بيصرخ بصوت عالي من الألم وماسك ايديه وكانت بتنز,ف لكن عينيه بتبص على نادين وكلها غضب وحب في نفس الوقت وهو خايف عليها.
يحيى (موجوع، وهو بيشد في إيده وبيروح على نادين علشان ينقذها وبيقول ): والله لاوريك يا كلب كيف تقرب من مرتي؟!
أحمد (من غير ما يبعد عنه، وهو بيلف فوط على مكان الجرح وبيقول):
ـ يا يحيى... انت بينزف جامد، خلِّي الشرطه تشتغل، إحنا لازم نطمن عليها الأول ما تخافش على نادين انا هجيبها واجي طوالي بس اطلع مع اي حد من افراد الأمن!
رفعت (وهو مربوط وحواليه عناصر الشرطه كان بيقول ): أنت فاكر انك هتقدر عليا والله ما هسيبها لك اي حاجه بقت ملكي ما ينفعش حد ياخدها مني أنت فاكر نفسك مين يا متخلف يا فلاح!
(يحيى تعصب جدآ وراح على رفعت والسائل الأحمر مال هدومه وبرغم كده ما كانش مدي له اي اهتمام كل اللي كان في باله هي نادين اللي الغيرة تاخد معاه مجرى تاني لانه بقى بيحبها ومش قادر يشوف حد يقربلها ورفعت اللي عمله خلى يحيى ما يقدرش يمسك اعصابه)
يحيى: والله لاد'فنك حي يا قذر يا زباله هدفعك تمن كل اللي سويته غالي!
حسام ظابط الشرطه قال : طلعوه بره يا رجاله يا شباب حطوه في العربيه يلا اهدى يا باشمهندس يحيى ما ينفعش انك تعمل فيه كده !
يحيى (بصوت مقطوع، وهو ماسك رفعت ونازل فيه ضر'ب ):
ـ يا جدعان! اللي يلمس مراتي لازم اخلص عليه ده الطاول على عرضي وشرفي و انا لازم اشرب من د'مه!
أحمد (بهدوء مخنوق وهو بيحنب):
ـ اهدى يا اخويا أنت مش اكده يا شيخ يحيى جرىلك إيه... اسمعني! الشرطة اهنا واحنا مش هنحله خالص يا اخويا وحقك وحق مرتك هيجي خليك واثق فينا!
يحيى (مش راضي يسيبه هو كل ما يفتكر المنظر وهو بيلمس نادين بيقول): انا مش اهم الواصل كيف تجيلي جراه يلمس مرتي!
(الضابط بيحاول كذا محاوله علشان يفك ايد يحيى من على ر'قبه رفعت،وفعلا بينجحوا في ده وبعد كده الشرطه بياخدوه بيحطوا الكلبشات في ايديه واخيرا بيقبضوا عليه)
أحمد (وهو بيبص ليحيى وعيونه مليانة دموع): سامحني يا أخوي لازم ناخده دلوقت على قسم الشرطه ما تخافش حق نادين مش ههمله واصل؟!
نادين (بصوت مرتعش وهي بتجري على يحيى وبتاخده في حضنها وشايفه الاصابه بتاعته كانت خايفه عليه جداً ومرعوبه وبتقول)
ـ يحيى..... إنت مصا'ب انت بتنز'ف كثير قوي يا يحيى الحقني يا احمد لازما نسعفه دلوقتي !
يحيى (بصوت مليان تعب وفي نفس الوقت مليان حزم وما بيبص لنادين وبيقول): ما تخافيش عليا انا كيف الجبل مش رصاصه اللي تحوق ط فيا ربنا ويانا ما فيش حد هيقدر علينا اطمن يا بت عمي المهم إني شايفك مليحه دلوقت و أي حاجه بعد اكده تهوني ؟!
حسام (بيكلم واحد من الفريق):
ـ استدعوا إسعاف فوراً! باشمهندس يحيى واخد طلق ناري وخد الباقي بس اربطوهم قبل ما تحطوهم في العربيه يلا خلصوا بسرعه؟!
رفعت (بصوت واطي ومقهور وهو بيتشد): دي مش نهايتها انتوا هتشوفوا انا هرجع حقي ازاي!
أحمد (بيكلم الضابط ظاهر على وش القلق قال):
هيتعمل محضر ولا؟ لازم نروح المستشفى دلوقت يحيى محتاج رعايه العربيه بتاع الاسعاف عوقت اكده ليه يا حسام؟؟
الضابط حسام قال:
ـ آه. الإسعاف جاي دلوقتي وما تقلقش على اي حاجه يا احمد انا هكون مع المتهمين في الاسم وهخلص كل حاجه.
(بعد شوية كان صوت عربيه الإسعاف وصلت ويحيى بيكون خايف على نادين قبل ما يركب العربيه ومش بيفكر في نفسه)
نادين (بصوت مختنق وهي بتلمسه):
ـ ما تسيبنيش... ما تسيبنيش يا يحيى.
يحيى (بهمس وهو داخل عربيه الإسعاف قال ): مش ههملك
و مش هابعد عنك لحظة اركبي وياي العربيه تعالي ؟!
فعلا نادين واحمد ركبوا مع يحيى العربيه وراحوا على المستشفى ودخل على طول على اوضه العمليات وطلعوا له الرصاصه ورصاصه كانت سطحيه دكتور بعد دقائق خرج من اوضه العمليات واحمد ونادين كانوا واقفين بره وخايفين جداً على يحيى.
احمد اول ما شاف الدكتور راح عليه وساله وقال: إيه يا دكتور أخوي إيه إخبارة دلوقت؟!
الدكتور بهدوء: الرصاصه سطحية شيلناها وحالته مستقرة؟!
احمد: ينفع يا دكتور طيب ندخل دلوقت نطمن عليه؟!
الدكتور: ما فيش مشكله اتفضلوا؟!
نادين بخوف وهي بتعيط وبتقول: يعني ما فيش خطر يا دكتور على حياته يعني الموضوع ما فيهوش اي حاجه ممكن تتعبه ؟!
الدكتور: لا هو زي الفل ما فيهوش اي حاجه هو بس محتاج كم يوم راحه وان شاء الله هيبقى احسن !
نادين واحمد دخلوا ليحيى اللي كان نايم على السرير واول ما شاف نادين ابتسم لها بحب ونادين بصيتلي بحب ووجع وهي شايفه منظرة كده قدامها باين عليه التعب الشديد كانت ملهوفه جدآ عليه وخايفه.
يحيى (بصوت ضعيف وهو بيتنفس): حدت الدكتور يا أحمد يلا خليه يكتبلي على خروج انا مش قادر اقعد اهنا بكره المشافي!
أحمد هو فاهم اخوه رد عليه وقاله:
هتطمن. أنا وياك واخلي بالي منيك لحد ما تبقى مليح بس ما تتعورش
أنت ما ينفعش تطلع دلوقت لسه في ادويه هتاخدها فاهدى شويه يا باشمهندس ولا صح يا حضره الإمام !!
نادين (وهي واقفه جنب السرير وعينيها حمراء جدا من كتر البقع قالت): أنت عامل إيه يا يحيى دلوقتي انا اسفه على كل اللي حصل معاك كل ده بسببي انا معلش انا اسفة؟!
يحيى بتعب: ما تقوليش اكده انتي لو كان حصلك حاجه انا كنت هعيش عمري كله مش هسامح حالي انتي بت عمي وحقك عليا اني احميكي واخد بالي منيكي؟!
نادين وهي ماسكه ايديه ودموعها نازله وهو راح مادد ايديه الثانيه ومسح دموعها وقال: مش رايد اشوف دموعك واصل ينفع انك توجع يا قلبي ❤️ اكدة؟!
احمد: احم احم طب انا هروح اشوف الدكتور ينفع تروح النهاردة ولا لا؟!
يحيى: تمام يا اخويا ما تعوقش علشان انا مش رايد اقعد في المستشفى اكتر من اكده؟!
احمد :من عيني الاتنين يا برنس؟!
يحيى هو بيزعق فيه وبيقول له : إيه برنس ده يا ابني هو ده شكل ظابط شرطه ان٦ت عره على الدا'خليه؟!
احمد :انا مش هتحدت وياك دلوقت اما تخف بس يلا سلام؟!
يحيى فضل ماسك ايدي نادين وكانوا بيبصوا لبعض بنظرات كلها عشق ونادين كانت بتعيط لسه ويحيى بيحاول يحرك نفسه من على السرير واخذ نادين في حضنه وهي كانت مبسوطه جدآ ومرتاحه.
بعد دقائق رجع أحمد ليحيى الاوضه والدكتور سمح ليحيى بالخروج
لأن جرحه كان سطحي وما فيش اي مشكله أحمد خد يحيى ونادين وروح بيهم البيت.
و ام يحيى كانت مستنيه بلهفه بعد ما عرفت اللي حصل لابنها.
أم يحيى (وهي بتبكي على خيرها وهي شايفه ابنها ايدي ملفوفه كلها وماشي مع اخوه بالعافيه ومراته سانديه قالت): حمد لله على السلامه يا ولدي الحمد لله اللي ربنا حافظ عليك ورجعكم كلكم ليا سالمين غانمين فيك حاجه يا ولدي اوعى تكون لسه بتوجعك؟!
يحيى (يحيى بصوت هادي وهو ضامم نادين لحضنه وهو داخل وهي كانت سانديه قال): ما تقلقيش يا ام يحيى في إيه اهدي اكده انا مليح والجرح سطح ما فيهوش حاجه!
أحمد (وهو بيقرب ويتكلم معاه ويقول):
ـ كله تمام دلوقت إحنا محتاجين نثبت المحضر ونخلّي النيابة تاخد إجراءاتها مع رفعت وتكون قاسيه جدآ ؟
نادين (بصوت مبحوح وهي بتبوس إيده):
ـ شكراً يا أحمد... شكراً يا يحيى على وقفتكم جنبي انتوا عملتوا معايا اللي ما عملهوش اللي كنت فاكراهم اقرب الناس ليا بالعكس رموني وباعوني؟!
يحيى (بصوت مليان زعل وهو بيبص لها وبيقول):
ما فيش شكر يا بت عمي انتي بت عمي ومرتي ما ينفعش تقولي اكده؟!
(البيت بيرجع هادي شويه، والقلوب بدأت تترتِّب والعدو قدام القضاء والبلد)
اما عند جميله بعد أيام جالها عريس كان غني جداً وهم كانوا طيرين بيه من الفرحه.
جميلة (وهي فرحانه وطايرة من الفرح وبتقول): اخيرا ياما جالي
حد عليه القيمه عريس غني ومليح وهقدر احط صوابع في عينين التخين وهبقى ست الكل وما فيش حد هيقدر عليا!
أم جميلة (بتبتسم بابتسامة فيها فخر وتحذير):
ـ آه… غني ومقتدر، بس خلي بالك يا بتي… لان الاغنيه مش كلهم نضاف ومش كلهم ناس كويسه انا خايفه عليكي يا بتي؟!
جميلة (وهي بتستهزا بكلام امها وبتقول):
ـ أنا مش فارقة وياي حاجه دلوقت المهم انه غني ومعاه فلوس انا مبسوطه قوي ياما!
أم جميلة :
ـ بس فاكرة… لو دخلتي واتجوزتي ما ينفعش تهمليه واصل عندنا عيب يا بتي خليكي واعيه على ان قرارك ده هيفضل وياكي طول عمرك؟!
جميلة (بتدور حواليها وتضحك): بس ياما بقى ما تبوظيش عليا فرحتي انا هبقى كيف الملكه وهعيش وهتجوز احسن جوازة بس مش رايداك تقولي لحد علشان ما نتحسدش!
أنا فرحانة قوي… ومش مصدقة إن حياتي هتتغير اكده!
أم جميلة (بتبتسم بخوف جواها هي نفسها مش فاهمه ليه وهي بتقول):
يا رب يكون العريس كويس ويفرح قلبك… يا جميله يا بت بطني ؟!
جميلة (بتضحك وهي بتجري ناحية الشباك): يسمع من بقك ربنا يا مايا؟!
ثاني يوم العريس جه وجميله وامها فضلوا يحضروا كل حاجه في البيت واتفقوا معاه على كل حاجه وابو جميله زي العادة ملهوش اي 30 لازمه.
في البيت جميله كانت قاعدة وعينيها مليانه حماس وامها قاعدة جنبيها وهم مستنيين العريس بلهفه.
جميلة (بتتنهد وبتقول لنفسها):
ـ يارب… يكون حلو كيف ما سمعنا عنه هم الاغنيه كلهم بيبقوا حلوين معاهم فلوس بقى بيساوي اللي هم رايدينه؟!
أم جميلة (بتضحك بخفة وهي بتقول): ربنا يستر يا بتي؟!
(العريس بيدخل من البيت وبيبقى معاه محمود ابو جميله وهو لابس لبس شيك وباين عليه انه انيق جدآ وانه إبن أكابر)
جميلة (بتنبهر وعيونها بتلمع اول ما بتشوفه بتقول): ايوه ياما هو ده شكله حلو قوي ولابس مليح ده اللي هيكيد العيله كلهم؟!
أم جميلة (بتضحك وتهمس لها): ربنا يسترها عليكي يا بتي ويتمملك على خير؟!
كريم العياط رجل اعمال قعد وكان بيتكلم بكل كبرياء وبيقول :
أنا اسمي كريم، مبسوط إني قابلتك وكنت جايه اطلب ايد جميله للجواز وكل اللي انتم عايزينه وانا تحت امركم؟!
محمود: العمده شكر فيك قوي وإحنا لينا الشرف اننا نناسب حضرتك ده إحنا نوديها لك لحد دارك ؟!
جميلة (بتحاول ترد بابتسامة كبيرة):
ـ وعليكم السلام…
أم جميلة (بحب):
ربنا يكتبلك خير يا ولدي بس بت مش رايده فرح ولا الحديت ده احنا هنكتب الكتاب وهنسوي حفله صغيرة وخلاص؟!
جميلة (بترد وهي متحمسة): ايوه ياما كيف ما قلتك اكده انا مش رايده فرح؟!
كريم (بيضحك بخفة وكان مستغرب جداً لامرهم وهو بيقول):
ـ يا رب نكون عاجبين بعض… وأتمنى نعيش حياة سعيدة سوا مليان بالتفاهم وانا موافق على كل حاجه انتم عايزينها انا ما عنديش اعتراض؟!
جميلة (بفرحة وعيونها بتلمع):
… إن شاء الله!
أم جميلة (تتنهد، وعينيها فيها حزن وندم داخلي) ربنا يفرحك يا بتي الف مبروك يلا يا ابو جميله عشان نقرا الفاتحه؟
(جميلة تبتسم وهي متحمسة للعريس وكلهم فرحانين وهم بيقراوا الفاتحه واتفقوا على كل حاجه وفعلا بعدها بكام يوم كتبوا الكتاب من غير ما حد ما يعرف من عمامها جميله بس امه جميله عرفت اخوالها وجابت قرايبها بس وجوزت بنتها على كده.
(جميلة قاعدة على الكنبة، مبتسمة وهي في بيت جوزها كريم قاعد قدامها وكان الجو هادي جدآ )
كريم (بابتسامة ودية):
ـ جميلة… النهاردة هتبقي أول ليلة لنا في بيتنا، أنا معاكي في اي وقت لو محتاجه حاجه قوليلي وانا هجيبها لك لحد عندك؟!
جميلة (بفرحة): شكرا قوي !
(بعد لحظة، كريم يتغير ملامحه ويصبح صارم وهو بيقول بحدة):
ـ بس فيه حاجة لازم تعرفيها… هنا، كل حاجة تمشي بطريقتي، ولازم تسمعي كلامي اقول لك يمين يمين شمال شمال ما تتصرفيش من دماغك؟!
جميلة (وهي بتتكلم باستغراب وبتقول): كيف يعني الحديت اللي بتقوله ده يعني مش اي حاجه اكون رايداها اجيبها ؟!
كريم (بغضب خفيف):
ـ لأ… أنت دلوقتي هنا، وكل خطوة ليك لازم تكون تحت امري لانك مراتي وبقيتي ملكي واي حاجه هتعمليها هتكون في وشي وانا راجل اعمال مشهور و اسمه ما ينفعش اخاطر بيه لازما تكوني عامله حساب كل كلمه بتقوليها وكل خطوة علشان ما تعكيش الدنيا ؟!
(جميلة بتحاول تبتسم، بس عيونها مليانه حيرة وخوف)
جميلة:
ـ حاضر… بس مش فاهمة ليه اكده…
كريم (بصوت قاسي):
ـ لأن ده بيوريكي مكانك… وأنا هنا صاحب القرار!
وفجأة ؟!
↚
(جميلة بتحس بالقلق، وبتبدأ تتوتر، وبتحاول تتجنب المواجهه مع كريم )
جميلة (بتهمس لنفسها):
ـ ده مش اللي كنت متخيلاه… هو أنت ليه بتعكر علينا فرحتنا دلوقت ؟
(كريم يبتسم بس بطريقة مستفزة، ويقرب منها وهو بيقول): علشان كل حاجه في حياتنا لازما يكون فيها اسس وانا بحط اسس في حياتنا من أول يوم انا يوم ما اتجوزت من الصعيد كنت عارف إني هتجوز ست عاقله وفاهمه يعني إيه تقدر جوزها وتسمع كلامه فهماني ويا ريت تكوني الست دي عشان نفضل حلوين مع بعض؟!
(جميلة بتحس بقيد و التحكم
و، عينها مليانة دموع خفية، لكنها بتحاول تخفي خوفها)
جميلة (بصوت واطي):
تمام حاضر…
جميله الطموحها بيتحطم
و بتحس إنها مش زي ما كانت او رسمه حياتها ولا كل حاجه بتحصل في دنيتها.
(ثاني يوم جميلة واقفة في المطبخ، بتحاول تعمل حاجة بسيطة، وكريم بيدخل فجأة ووشه مليان بغضب)
كريم (بصرامة): انتي بتعملي إيه هنا وازاي تدخلي المطبخ انتي عايزة تبوظي شكلي قدام الخدم عايزة اي حاجه اطلبها من الخدم يجيبوها لك انتي ازاي تيجي هنا فهميني!
جميلة (وهي مرتبطه وبتحاول تبرر له بتقول ):
ـ آسفة يا كريم… كنت بحاول اسوي وكل بسيط علشان كنت جعانه وانا ما بحبش اكل حاجه من يد حد انا اقدر اسوي واكلي لحالي ليه اخلي حد يسويه لي…؟!
كريم (بغضب):
ـ آسفة؟! ده مش كفاية! هنا كل حاجة لازم تمشي بمزاجي مش بمزاج حضرتك وخروجك ثاني من الاوضه لازما يكون باذني مدام انتي مش بتعملي لحد اي حساب…
(يبدأ يرفع صوته، جميلة بتحاول تتراجع، لكنه يقرب منها وبيمسكها بعنف)
جميلة (بخوف): هملني بالله عليك… أنا مش رايده اتخانق وياك انا ما سوتش حاجه علشان تسوي فيا اكده؟!
كريم (بصوت صارم): هتعملي اي حاجه تعرفيني قبليها علشان ما اتعاملش معاكي بالقوة فاهمه؟!
(جميلة بتحس بالإحباط والخوف، عيونها مليانة دموع، وتبدأ تفكر في الهروب من جحيم كريم اللي من يوم ما اتجوزته وهو بيعملها معامله وحشه جدآ هو حد معقد عايز يتجوز الست تقول له سمعا وطاعا فقط)
جميلة (لنفسها، وهي بتبكي):
ـ مش هقدر أعيش اكده… لازم ألاقي طريقة أطلع بيها من القصر ده ربنا يسترها انا مش خابرة أسوي إيه دلوقت…
(بعد أيام من المعاملة السيئة، جميلة بتستجمع شجاعتها في لحظة هدوء وكانت الدنيا ليل واخذت شنطتها واتسحبت بالراحه وخرجت من القصر وفي الوقت ده كان كريم نايم )
جميلة (بهمس لنفسها):
ـ لازم أروح… مش هفضل اهنا… لازم أرجع بلدي وسط اهلي وناسي انا ما ليش عيشه براهم؟!
(بتخرج بهدوء من البيت، تتجنب المراقبة، وتنزل الشارع والدنيا ضلمه)
جميلة (وهي تمشي في الشارع، بعصبية وحزن ودموعها نازله وبتقول): ده اللي سويناه في بت عمي ربنا بيردهلي سامحني يا رب واعتقني من اللي انا فيه وابعد عني كريم؟!
(بتصل بالبلد، وعينها مليانة دموع، جسمها مرهق، لكنها حست بحرية لأول من ايام وهي بتحاول تتصل بيهم بس ما فيش حد بيرد عليها بتروح على محطه القطار وبترجع على بلدها)
جميله بعد ساعات في الطريق بترجع بيت ابوها وبتفتح الباب وبتدخل وامها بتبص لها بخوف ونظرات فيها قلق وهي جميله بتعيط على خيرها وبتجري على امها وبتقول :
يا اماي شفت اللي صار فيا ياماي شفتها سوا في إيه يا مايا انا اتبهدلت قوي ياما انا ما كملتش اسبوع جواز ومرمطني يا اماي!!
أم جميلة (وهي بتبص لبنتها وكانت مصدومة قالت):
ـ يا بنتي… إيه اللي حصل؟! إيه اللي سوى فيك اكده وكيف كريم هملك تيجي لوحدك من مصر لحد اهنا ؟
جميلة (تبكي بصوت عالي، كل التعب ظاهر فيها):
ـ حياتي كلها متمرمطة يمايا… ربنا انتقم…على كل حاجه عفشه كنت بسويها كريم بهدلني ومرمطني وضربني وهني وكان بيعتبرني اسيرة عنده كيف الخدامه بالظبط ؟!
(جميله قربت منها وحضنت بنتها وكانت بتعيط على حظها وكانت بتتحسر على كل حاجه حصلت في بنتها )
جميلة (بحزن شديد):
ياما شفت اللي إحنا عملناه… ده جزاءنا على اللي عملناه… كل اللي احنا كنا ناويين ندمرهم هم انتصروا علينا وإحنا اللي تدمرنا يا مايا!
(جميلة تبكي في حضن أمها وهي حزينه على حياتها اللي اتدمرت وبعد أيام كريم طبعا بيتاكد إن جميله في البلد بيبعت لها ورقه الطلاق لان خلاص بالنسبه له كارت محر'وق ما بقاش عايز وزي ما اشتريها بفلوسه يقدر يشتري غيرها)
(اما في بيت الحاج عمران يحيى واقف قدام المرايا نادين قريبة منه،وكان باين عليهم السعادة جدآ وان حياتهم بدات تتبدل للأحسن )
يحيى (وهو بيبص لنادين بحبه مبتسم جدآ قال): خابرة يا نادين وانت مخطوفه كان قلبي هيقف ما حسيتش إني عايش غير اما رجعت تاني وبقيتي في دارك؟!
نادين (تبتسم وعيونها مليانة دموع فرح):
ـ وانا كمان يا يحيى كنت همو'ت من الرعب وانا بعيد عنك كنت حاسه أن خلاص الدنيا كلها انتهت…
يحيى وهو بيبص لها بحبه بيقول: ما تخافيش يا حته من قلبي يحيى ما فيش حد هيقدر يقرب منك بس قوليلي اوعى تكوني ما صليتيش الصبح؟!
نادين: لا والله صليت يا يحيى انا مش بفوت اي فرد حتى قبل ما البس الحجاب وقبل ما اجي الصعيد؟!
يحيى وهو بيبوس على راسها وبيقول: ربنا يديمها علينا نعمه يا حبيبتي يلا بقى البس الحجاب والبسي عبايتك علشان ننزل تحت نفطر مع الكل؟!
نادين فعلا لبست الحجاب بتاعها ونزلت هي ويحيى ويحيى كان ماسكها من ايديها زي العادة وكان خايف عليها جدا زي الأب اللي خايف ان بنته تضيع من أيده.
أم يحيى اول ما شافتهم نازلين قالت:
الحمد لله اللي رجّعكم لبعض بالسلامة… ربنا يحفظكم يا اولاد ويخليكم لينا يا رب كل ما اشوفكم قدامي قلبي بيفرح وبيرقص من الفرحه؟!
(أحمد واقف على جنب، يبتسم وهو بيبص ليحيى):
ـ المهم يا يحيى، انت رجعت مراتك… وده أهم حاجة…
يحيى هو بيبتسم براحه قال : الحمد لله يا اخويا؟!
(نروح عند سمر وهي موجودة في بيتها وبتحاول تستوعب اللي بيحصل حواليها الباب بيتفتح وبتدخل الشرطه وبينتشروا في كل مكان وبيتحفظوا عليها.
ضابط الشرط قال :
ـ سمر… تم القبض عليكِ بعد التحقيقات المكثفة… وكل الأدلة ضدكِ مثبتة…وانتي متورطه في خطف بتتك وكمان في شيكات كثير جدا بدون رصيد انتي ماضيه عليها يعني عندك قضيتين؟!
سمر (بترتجف ودموعها في عينيها):
ـ لا… مش ممكن… انا ما كانش قصدي والله اضرها دي بنتي !
الضابط: الكلام ده تقوليه في النيابه حضرتك يلا اتفضلي معانا علشان ما استعملش معاكي القوة!!
سمر (تبكي بحرقة وهي بتقول ):
ـ يا رب… كل حاجة راحت مني… حتى بنتي… أنا اللي دمرت حياتها…
الضابط (بحزم): اتفضلي معايا يا مدام ولو عايزة محامي اتصلي بيه وخليه يحصلك على قسم الشرطه…
(سمر ماشيه بالعافيه وهي حاسه انها خسرت كل حاجه والندم والخوف بدا ياكل في قلبها وهي مش قادرة تستحمل اللي حصل لها)
سمر (بتهمس لنفسها بصوت مكسور):
ـ كل حاجة عملتها… رجعتلي…فعلا ربنا ما بيسيبش حق حد وانا ما عملتش حاجه حلوة في حياتي سامحني يا رب ؟!
(الشرطه قبضت على سمر وهي دخلت على العقاب اللي كانت تستحقه وعرفت في الوقت ده وان اللي عملته هترد لها هو ده جزاء كل حد بيعمل حاجه غلط ما فيش مفر من عقاب ربنا)
اما في بيت جميله هي وامها قاعدين مع بعض جميله اتغيرت خالص عن الأول وامها بقت حد ثاني وجميله بقت ملتزمه دينيا وحجابها بقى مختلف عن الاول بقى طويل وارتدت الخمار وبقت بتصلي وبقت حد كويس جدآ وجميل وهادي سبحان مغير الأحوال.
في الوقت ده احمد راح عند جميله وخبط على الباب ودخل وقال:
ـ صباح الخير يا جماعه كيفك يا جميله كيفك يا مراة عمي ؟
ام جميله لاول مره وهي بتبص له باحترام وحب قالت :صباح الخير يا ولد اتفضل يا حبيبي نورت دارك ؟!
احمد هو بيتكلم بهدوء :انا جايه مرات عمي علشان رايد اتحدى وياكم واطلب منك طلب يا ريت توافقوا عليه؟!
جميله (وهي مستغربه جداً وبتقول):
ـ طلبت… طلبت إيه يا أحمد؟!
أحمد (بهدوء وبصوت رزين):
ـ أنا جاي أطلب ايد جميله للجواز ؟!
جميله (بتضحك بخفة، شبه مستحيلة التصديق وهي بتقوله):
بعد كل اللي تعرفه عني كيف بتقول اكده انت بتتحدت بجد يعني بعد كل اللي تعرفه كيف اصلا بلاش يا ولد عمي تقول حديت انت مش قده ؟
أحمد (مبتسم بثقة، بعقلانية وحب وهو بيبص لها ويقول): انا قد كل كلمه بقولها يا جميله انا رايده اتجوزك!
لأني شفتك انك فعلا اتغيرت وبقيتي احسن من الأول بكثير وده اللي انا كنت عايز اشوفه فيك من زمان… شايف إنك بقيتي إنسانة مختلفة… عرفتِ أخطائك وتعلمتِ… وأنا بحبك من زمان بس كنت بشوفك وانتي قريبه من اخوي يحيى لأجل اكده بعدت عنك ؟!
جميله (عيونها مليانة دموع، مش مصدقة): بجد يا احمد يعني انت كنت رايدني وهتحبني طب ما قلتش ليه يا ولد عمي بس يعني انا بقيت مطلقه دلوقت يعني ما ينفعكش وانت ما اتجوزتش قبل اكده؟
أحمد (بابتسامة دافئة قال): ايوه قررت ورايد اعرف قرارك انتي إيه وقرار عمي ومرات عمي وبالنسبه لعندي في الدار كلهم موافقين واخويا يحيى وامي رحبوا جدآ بالموضوع مش ناقص غير موافقتك انتي يا ست البنات؟!
أم جميله ( وهي عينيها مليانه دموع ومبتسمه وفرحانه جدآ قالت لأحمد):
ـ يا أحمد… ربنا يباركلك… أنا كنت خايفة على بتي، بس دلوقت أنت اامن واحد بيها ربنا يخليك يا ولدي وشكرا على كل اللي قلته واللي هتسويه مع بت عمك ؟!
جميله (بصوت مرتعش، وهي تحاول توازن مشاعرها): انا ما كنتش اتخيل بعد اللي صار لي ده كله انك ممكن تفكر فيا وان حد اصلا يرضى يتجوزني انا موافقه يا ولد عمي بس يا رب ما يجيش في يوم من الأيام تندم على قرارك ده؟!
أحمد (بهدوء وحزم): انتي ست البنات وما ناقصكيش حاجه علشان تقولي اكده تمام!
ودلوق احنا هنعلن عن فرحنا وهيبقى فرحي انا وانتي ويحيى ونادين بعد اسبوع من دلوقت؟
أم جميله (بفرحة وعيونها مليانة دموع قالت):يلا نجهز كل حاجة…اسبوع واحد قليل قوي يا ولدي يا رب بس نلحق نعزم الناس ونسوي كل حاجه علشان الفرح؟!
جميله (مندهشة وخائفة شويه، لكنها فرحانة):
ـ أسبوع بس مش هنلحق يا احمد…!
أحمد (مبتسم وناعم):
ـ ده الوقت الصح… وكل حاجة هتكون تمام وانا مجهز كل حاجه ما تقلقيش مش رايد منك حاجه واصل…
جميله (بتضحك بخفة وعيونها مليانه بالدموع قالت):
ـ ما كنتش أتخيل ان ربنا كريم وهيصلح حالي بالطريقه دي الحمد لله…
اما عند يحيى ونادين كانوا قاعدين مع بعض والحياة بدات تكون احسن معاهم نادين بقت ملتزمه اكثر بالحجاب بتاعها وبقت أجمل بكثير من الأول وقربت اكثر من يحيى وبقت بتحبه بجنون وهو كمان بقى بيعشقها عشق.
يحيى (وهو بيمسك يد نادين برقة بيبص لها بنظرات مليانه حنيه وحب
هو بيقول):
ـ نادين… الأسبوع الجاي… هتكوني ملكة قلبي…وهعيش كل لحظه وياكي ومش اهملك ابدا يا حته من قلبي؟!
نادين (بصوت واطي ومليان حب): وانا كمان مش هسيبك ابدا وقلبي كله ليك أنت لوحدك يا يحيى انا ما اعرفش ازاي بس هو ده اللي حصل انت سحرت بقلبك الطيب وروحك الجميله ؟!
يحيى (وهو يبتسم لنادين، وعيونه مليانة شوق): ده انا اللي عشقتك عشق وكل يوم هثبتلك
قد إيه بحبك انا د'مي صعيدي واخاف على مراتي
و احبها ليا لوحدي ولو حد جه جنبك اقرقش وبسناني تقرقيش…
نادين (بتضحك بخجل، دموع فرحة في عيونها): انا هبقى معاك طول وعمري ومش هسيبك مهما حصل يا احلى صدفه في حياتي الحمد لله اللي عمي وصاك الوصيه دي علشان اشوفك واقابلك ؟!
يحيى: ابوي كان ليه نظرة في الحياة إحنا ما كناش شايفينها والحمد لله ربنا يتم فرحتنا على خير؟!
نادين وهي بترفع ايديها وتامن وتقول: اللهم آمين يا رب العالمين!
(بتتصارع الأحداث وبيمر اسبوع وبيجي يوم فرح نادين ويحيى وجميله واحمد.
في البيت الكبير والناس مالين البيت وصوت الطبل والزمامير ماليه المكان والرجاله قاعدين في المندرة والستات قاعدين في قاعه كبيرة زي اوضه كده معموله مخصوص علشانهم والعرايس نادين وجميله اللي قاعدين مستنيين عرسانهم وكان باين عليهم الخجل جدآ والكسوف .
يحيى واقف جنب احمد اخوك وهو خلاص كان هيكتب الكتاب وكان فرحان جدآ ومبسوط لاخوه اكثر من ان مبسوط لنفسه.
أحمد (واقف متوتر وفرحان في نفس الوقت وهو بيقول ليحيى ): يلا يا يحيى يا اخويا عشان كتب الكتاب؟
يحيى (بجدية وابتسامة خفيفة): يلا بينا يا اخويا الماذون وصل؟!
فعلا يحيى واحمد دخله والماذون كان قاعد ومحمود ابو جميله كان قاعد مستني ولاد اخوها يدخلوا علشان يكتب الكتاب بتاع بنته وعلى فكرة جميله كان عدى شهور العده عن طلاقها من كريم يعني هي دلوقتي ينفع تتجوز من أحمد.
الماذون: مين وكيل العروسه؟!
محمود :
أنا وكيلها يا سيدنا الشيخ انا ابوها؟!
الماذون بيكتب الكتاب واحمد بيحط ايده في ايد عمه ويبقى مبسوط جدآ وسعيد بكل حاجه بتحصل حواليه وانه اخيرا وصل للبنت اللي كان بيحبها اللي كان طول حياته قرفان من تصرفاتها واخيرا اتغيرت وبقت احسن.
بعد ما يخلص كتابة الكتاب:
يحيى هو بيبص لاحمد وباين عليه ان هو متسربع اكتر من اخوه قال:
كل واحد ياخد عروسته… أحمد خد جميلة اطلع على مطرحك؟!
فعلا احمد راح على جميله واخدها من ايديها وهو مبتسم وبيقول لها:
آه… حياتنا دلوقت تبدأ من هنا… وكل اللي فات يفضل ورا ضهرنا والحمد لله إني بقيت وياكي يا احلى حاجه في حياتي يلا علشان نطلع اوضتنا؟!
محمود (مبسوط وعايز يبارك):
يا رب يحفظكم ويباركلكم… في كل فرحه في حياتكم ويبارك لكم في حريمكم يا رب؟!
يحيى وهو بيبص لعمو بيقول: اللهم امين يا رب العالمين؟!
الستات في في البيت بيهيصوا والناس كلها مبسوطه وبيباركوا لاحمد .
وام يحيى كانت مبسوطه وسعيدة جدا بولادها واخوات احمد ويحيى البنات كانوا فرحانين جدآ وهم واقفين جنب اخواتهم وحريمي اخواتهم اما بقى عندي يحيى راح علشان ياخذ نادين ورفض ان هو يقول الخطبه بعد كتب الكتاب الا لما يشوف مراته.
نادين واقفة مستنية يحيى، لابسة النقاب كانت عاملاها مفاجاه ليحيى ويحيى فعلا اول ما شاف وشها اتصدم .
يحيى (وهو داخل الصالون، متفاجئ، عينيه تتسع من الفرحه وهو بيقول):
نادين… إيه ده معقوله انتي سويتي اكدة النهارده؟!
نادين (صوت مبحوح وعيونها مليانة دموع): حبيت افاجئك بيه يوم فرحنا علشان نبدا على طاعه ربنا وهسوي كل اللي انت رايده لان عارفه انك هتاخدني من ايدي وهتدخلني الجنه بسبب ايمانك وتقوتك يا شيخ يحيى؟!
يحيى (بيقرب منها وبيهدي صوته):
نادين تعرف يا حبيبتي انتي مليتي قلبي بالفرحه اكثر ما هو كان فرحان انتي تاج فوق راسي ربنا يحفظك ليا يا ست البنات؟!
نادين (بتضحك بخجل، وعيونها لامعة): تعرف انا كنت خايفه قوي يا يحيى ان البسه بس دلوقتي انا مبسوطه اني شايفه السعادة دي كلها على وشك يا رب افضل دائما على طول ارسم الابتسامه الحلوة دي على وشك يا حبيبي؟
يحيى (بيمسك إيدها بحنان شديد، عينه مليانة دموع هو بيشدها الحضن وبيقول):
نادين… إنتي دلوقت بتتشبهي بنساء المؤمنين…وكيف الصحابيات ونساء الرسول صلى الله عليه وسلم امهات المؤمنين انتي احلى ست في الكون كله يا ملكه قلبي… أنا فرحان إني وياكي يا حبيبتي ؟!
نادين (بتبكي وبتبتسم):
يحيى… والله قلبي ما قادرة اصدق اني معاك دلوقتي كفايه بقى مش هقدر استحمل قلبي هيقف من كتر الفرحه ؟!
يحيى بيقبل يدها برقة وبياخدها ويروحوا اوضتهم وبيبداوا حياتهم على طاعه ربنا .
يا جماعة الخير…
إحنا في زمن بقى فيه فتن أكتر من أي وقت، وبقت البنت ممكن تضيع حياتها بكبسة زر، بصورة أو فيديو على السوشيال ميديا. وناس كتير تفتكر إن دي حرية أو حب… لكن اللي ما يعرفوش إن اللي بيبتدي غلط بينتهي بخراب.
البنت اللي تطلع تعري نفسها، وتعرض اسمها للناس و تفتكر إنها بتكسب إعجاب؟ لا… دي بتخسر نفسها، وبتخسر ستر ربنا عليها. ولو الشاب قالك بحبك ومعجب بيكي وفضل يكلمك شويه من طريق التليفون او السوشيال ميديا ده مش بيحبك لان لو كان بيحبك كان خبط على الباب وطلب ايدك واتجوزك بالحلال الحرامي مش هيقول على نفسه حرامي .
ويا شباب… اللي بيدور على بنت عشان يتسلى بيها اعرف إنك بكرة هتتسأل عليها قدام ربنا وزي ما فضحت بنات الناس أنت عندك ولايه يا ريت اخاف من ربك قبل الكل لان ربنا عمره ما بيرضى بالظلم .
وأنا بقول كلمة للأهالي… خليكم جنب عيالكم. البنت مش محتاجة فلوس بس، هي محتاجة حضن وأمان وكلمة طيبة من أبوها وأمها. لو ملقتش ده في بيتها، هتروح تدور عليه برة… وساعتها خسارة هتكون كبيرة.
الدين مش كلام… الدين سلوك وتقوى. واللي عايز يعيش سعيد… يعيش على طاعة ربنا ويحافظ على عرضه،ويحافظ على ولاده من الفتنه اللي محوطه حواليه في كل مكان.
نسيت اقول لك صح انتي يا بنتي؟!
اللي عايزة تبقى غالية… تصون نفسها. واللي عايز يبقى راجل بجد يا حافظ على اي بنت قدامه علشان ربنا يحافظ له على اللي منه .
تمت بحمدلله
خلصتي؟ الرواية الجاية أقوى وأحلى… تعالي وعيشيها معانا👇